اليوم الثاني على التوالي، صحيفة “كيهان” الإيرانية تثير الجدل بعد توعدها لترامب بالانتقام
تاريخ النشر: 7 أبريل 2025
أثارت صحيفة “كيهان” الإيرانية جدلا واسعاً لليوم الثاني على التوالي بعد نشرها مقالاً يتوعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتقام لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني. في العمود الذي نشر يوم السبت 6 أبريل، كتبت الصحيفة التي يترأسها حسين شريعتمداري: “هذه هي الأيام التي ستطلق فيها بضع رصاصات على جمجمة الشهيد سليماني الفارغة انتقاما لدماء الشهيد سليماني، وسيبصق ‘البصاق اللعين'”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الكلمات كانت ردًا على مقتل سليماني في هجوم أمريكي استهدفه في بغداد في يناير 2020.
تجدر الإشارة إلى أن الصحيفة، التي تعتبر من أبرز المنابر الإعلامية المقربة من القيادة الإيرانية، قد أثارت ردود فعل واسعة من النشطاء السياسيين الإيرانيين الذين انتقدوا هذا التصريح العنيف واعتبروه خطوة في تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
التكرار في العمود النقاشي التالي
في اليوم التالي، الأحد 7 أبريل، كررت الصحيفة نفس الموضوع في عمود نقاشي جديد، حيث قالت مرة أخرى: “هذه هي الأيام التي ستطلق فيها بضع رصاصات على رأس ترامب الفارغ انتقاما لدماء الشهيد سليماني، وسيبصق ‘البصاق اللعين'”.
كما تطرقت الصحيفة إلى انتقادات وجهها معارضو شريعتمداري، حيث وصفوا أولئك الذين اعترضوا على المقال بأنهم “الأوغاد الأميركيون”، متهمين إياهم بالهجوم على الصحيفة بسبب موقفها.
الانتقادات الإيرانية
على الرغم من تأييد عدد من أنصار النظام الإيراني لخطاب صحيفة “كيهان”، إلا أن هناك فئة واسعة من النشطاء السياسيين الإيرانيين قد وجهوا انتقادات لاذعة لمدير الصحيفة حسين شريعتمداري، متهمين إياه بـ “الاستفزاز” و”التخريب” في مسار الدبلوماسية الإيرانية. وقد عبر العديد منهم عن قلقهم من أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه وتدمير أي فرص للتفاوض أو التوصل إلى حلول سلمية بين إيران والولايات المتحدة.
المواقف الغربية
من جهة أخرى، أشار موقع “فوكس نيوز” الأمريكي إلى أن مقال صحيفة “كيهان” يشجع بشكل غير مباشر على اغتيال ترامب، مما دفع إلى تكثيف الانتقادات الدولية. واعتبرت بعض الأوساط السياسية في الولايات المتحدة أن هذه التصريحات تساهم في تعزيز الانقسامات بين الدول وتزيد من خطر التصعيد العسكري في المنطقة.
الدعوات إلى الدبلوماسية
بينما تزداد حدة الجدل، أطلق العديد من المعارضين الإيرانيين والداعين إلى السلام دعوات واضحة للحد من التصعيد العسكري. واعتبروا أن تصريحات “كيهان” تتناقض مع الجهود المبذولة من قبل بعض الأطراف الإيرانية لإعادة فتح قنوات الحوار مع واشنطن، خاصة بعد فترة طويلة من التوترات والضغوط الاقتصادية على إيران نتيجة للعقوبات الأمريكية.