أعلنت منصة “إكس” (المعروفة سابقاً بتويتر) عن خطوة جذرية لتعزيز إيراداتها عبر طرح أسماء مستخدمي الحسابات الخاملة للبيع بالمزايدة العلنية، حيث تبدأ الأسعار من 10 آلاف دولار وقد تصل إلى 500 ألف دولار للحسابات الأكثر طلباً يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية شاملة لإدارة الملياردير إيلون ماسك لتحقيق الاستدامة المالية للمنصة، معالجةً التحديات التي تواجهها منذ استحواذه عليها عام 2022.
آلية العمل الجديدة وتفاصيل المزايدة
وفقاً لوثائق داخلية أوردها موقع “TechCrunch”، سيتمكن المشترون المُعتمدون – وهم حصراً الكيانات التي لديها اشتراك شهري بقيمة 1000 دولار – من المشاركة في عملية “استعلام عن اسم المستخدم” عبر منصة مخصصة. تتيح هذه الخدمة الجديدة للمؤسسات البحث عن الأسماء المرغوبة وإبداء الرغبة في شرائها، على أن يتم الرد عبر روبوت دعم آلي خلال 72 ساعة عمل.
معايير التقييم وآليات النقل
تشير الأسئلة الشائعة الرسمية إلى أن نقل ملكية الأسماء المُشتراة سيتم خلال 24-48 ساعة، مع إمكانية منح خصومات تصل إلى 15% للصفقات الجماعية. يُذكر أن المنصة ستُخضع العروض المقدمة لمراجعة دقيقة تأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل تاريخ الحساب وعدد المتابعين السابقين والقيمة التسويقية المحتملة للاسم.
سياق تاريخي ودوافع الاستراتيجية
تعود جذور هذه الفكرة إلى يناير 2023 عندما ناقشت إدارة تويتر السابقة إنشاء سوق إلكتروني لبيع الأسماء النادرة، لكنها لم تتحقق إلا بعد استحواذ ماسك. يأتي الإعلان الرسمي تتويجاً لسلسلة إجراءات بدأت بحذف 1.5 مليون حساب خامل في مايو 2023، تلتها تحركات غير معلنة لبيع أسماء مستخدمين عبر قنوات خاصة.
تأثيرات متوقعة على اقتصاد المنصة
تحليل الخبراء يشير إلى أن هذه الخطوة قد تُضيف 200-500 مليون دولار سنوياً لإيرادات “إكس”، خاصة مع وجود أسماء تاريخية مثل “@news” أو “@music” التي يُتوقع أن تصل قيمتها السوقية إلى مليون دولار. كما قد تُحفز المستخدمين النشطين على زيادة تفاعلهم تجنباً لفقدان أسمائهم.
ردود الفعل والتحديات المحتملة
رغم الإمكانات الاقتصادية الواعدة، يواجه القرار انتقادات قانونية تتعلق بحقوق المستخدمين الأصليين، حيث تشير تقارير “فوربس” إلى وجود حالات سابقة لمستخدمين فقدوا أسماءهم دون تعويض بعد فترة خمول قصيرة. من جهة أخرى، يُحذر خبراء الأمن السيبراني من احتمالية استغلال هذه الخدمة في عمليات الاحتيال أو انتحال الشخصيات.
الرؤية المستقبلية لإدارة ماسك
في تصريح غير مباشر، أشار مدير المنتجات في “إكس” إلى أن هذه الخطوة تُعتبر جزءاً من تحول أوسع نحو “اقتصاد الميتافيرس”، حيث تصبح الأصول الرقمية قابلة للتداول بقيمة حقيقية. يأتي هذا بالتزامن مع تحضيرات المنصة لإطلاق عملتها الرقمية الخاصة المتوقعة في الربع الثالث من 2025.
التكامل مع خدمات “إكس” المميزة
كشفت وثائق داخلية عن خطة لربط خدمة بيع الأسماء بحزمة “إكس بريميوم” التي توفر ميزات حصرية مثل التدقيق اللغوي الآلي وزيادة معدل الظهور في الخوارزميات. يُتوقع أن تُخصص نسبة 30% من عائدات المزادات لتطوير أدوات حماية الهوية الرقمية للمستخدمين.
مقارنة مع منصات منافسة
في سياق قطاعي أوسع، تسبق “إكس” منصات مثل “إنستجرام” و”تيك توك” في تبني نموذج بيع الأسماء الرقمية، حيث تُظهر بيانات “Sensor Tower” أن سوق التداول الثانوي للأسماء الافتراضية قد نما بنسبة 340% منذ 2021، مع توقعات بوصوله إلى 15 مليار دولار بحلول 2026.
التداعيات القانونية والتنظيمية
يواجه القرار تحديات تنظيمية في الاتحاد الأوروبي حيث تُلزم لائحة الخدمات الرقمية (DSA) المنصات بالحفاظ على الشفافية في إدارة الحسابات. من المتوقع أن تقدم “إكس” ضمانات قانونية للمشترين ضد المطالبات المستقبلية، مع إبرام عقود تحويل ملكية مفصلة