إعلان مفاجئ: أسر جنديين صينيين في أوكرانيا
أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن قوات الجيش الأوكراني قد أسرت جنديين صينيين أثناء قتالهم في صفوف الجيش الروسي في منطقة دونيتسك الأوكرانية. وأوضح زيلينسكي أن كييف اكتشفت ستة مواطنين صينيين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية، وأسرت اثنين منهم. وأشار إلى أن أوكرانيا تمتلك معلومات استخبارية تشير إلى أن عدد المواطنين الصينيين الذين يقاتلون في صفوف القوات الروسية قد يكون أكبر بكثير من هؤلاء الأسرى.
كشف زيلينسكي في تصريحاته لوكالة أنباء أوكرانية أن الجيش الأوكراني قد عثر على وثائق رسمية وأدلة شخصية لهؤلاء الجنود الأسرى، بما في ذلك بطاقات بنكية وبيانات شخصية تثبت هويتهم. وأضاف أن الجنود الصينيين الأسرى في أيدي جهاز الأمن الأوكراني، وأن كييف تتخذ إجراءات لتوثيق هذه الواقعة ومعرفة المزيد من التفاصيل حول دور الصين في الحرب.
في مقابلة تلفزيونية، ظهر أحد الأسرى الصينيين وهو يقلد طائرات مسيرة، ما أثار تساؤلات حول كيفية التدريب والتنسيق بين الصين وروسيا في الحرب ضد أوكرانيا. زيلينسكي أكد أن هذا التورط من الصين يعد “إشارة واضحة” على رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطالة أمد الحرب.
أثارت هذه الحادثة تساؤلات بشأن دور الصين في الحرب الروسية الأوكرانية. رغم تأكيدات بكين المتكررة على عدم دعمها العسكري لروسيا، إلا أن التقارير تشير إلى تورط صيني مباشر في الحرب عبر إرسال مقاتلين صينيين للقتال إلى جانب القوات الروسية. وقد يشكل ذلك تصعيدا كبيرا في الصراع إذا تأكدت هذه المعلومات، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقات الدولية بشكل كبير، خاصة إذا ثبت أن هؤلاء الجنود ينتمون إلى الجيش الوطني الصيني.
وفي هذا السياق، طالب زيلينسكي برد رسمي من الصين لتوضيح موقفها من هذه القضية، فيما دعت كييف المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه تصعيد محتمل قد يهدد الاستقرار في المنطقة.
ليس هذا أول تورط لجنود من دول أخرى في النزاع القائم في أوكرانيا. ففي وقت سابق، أسرت القوات الأوكرانية جنديين من كوريا الشمالية في يناير/كانون الثاني 2024، حيث تبين لاحقا أن القوات الروسية قد زودت هؤلاء الجنود بهويات مزورة بهدف التستر على هويتهم الحقيقية. كما تم اكتشاف أن أحدهم كان يحمل بطاقة هوية روسية مزورة، ما يثير المزيد من التساؤلات حول حجم الدعم العسكري الذي تقدمه روسيا لعدد من الدول.
من جهة أخرى، أعلن زيلينسكي لأول مرة عن قيام القوات الأوكرانية بتنفيذ عمليات عسكرية نشطة في منطقة بيلغورود الروسية، التي كانت قد تعرضت لعدة هجمات جوية في الأشهر الماضية. وأكد أن القوات الأوكرانية موجودة أيضا في منطقة كورسك الروسية بالقرب من الحدود، ما يعكس تصاعد النشاط العسكري الأوكراني على الأراضي الروسية في إطار الحرب المستمرة.
من جانبها، أبدت دول غربية مثل المملكة المتحدة اهتماما بالغا بتطورات هذا الملف، حيث صرح رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، أنه سيتواصل مع وكالات الاستخبارات في بلاده وحكومة كييف للتأكد من صحة المعلومات المتعلقة بتورط المواطنين الصينيين في القتال في أوكرانيا. وأضاف أنه يعتزم مناقشة هذا الأمر مع المسؤولين الأوكرانيين بشكل دقيق قبل اتخاذ أي موقف علني.
