مصر: اليوم الأول للطريق الجديد بأهرامات الجيزة وسط أزمة مرورية وظروف مناخية سيئة
شهدت منطقة أهرامات الجيزة اليوم الثلاثاء الموافق 8 أبريل 2025، بدء التشغيل التجريبي لمسار الزيارة الجديد من مدخل طريق الفيوم، وسط أزمة مرورية وظروف مناخية سيئة. ويأتي هذا التغيير ضمن خطة متكاملة لتطوير منطقة الأهرامات وتحسين تجربة الزوار، حيث تم إغلاق مدخل مينا هاوس القديم واستبداله بالمدخل الجديد مع استخدام حافلات كهربائية لنقل الزوار داخل المنطقة الأثرية.
تفاصيل المسار الجديد لزيارة الأهرامات
بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم التشغيل التجريبي لمسار زيارة أهرامات الجيزة الجديد من مدخل طريق الفيوم، حيث تم إغلاق مدخل مينا هاوس الذي كان مستخدماً في السابق. ويتضمن المسار الجديد استخدام حافلات كهربائية تابعة لشركة أوراسكوم لنقل الزوار داخل المنطقة الأثرية، حيث تستغرق الجولة حوالي 45 دقيقة.
وفقاً للمخطط الجديد، يبدأ الزوار رحلتهم من مركز الزوار (Visitor Center) عند مدخل طريق الفيوم، ثم يستقلون الحافلات الكهربائية التي تتوقف عند عدة محطات رئيسية تشمل: البانوراما، هرم منكاورع، هرم خفرع، هرم خوفو، وأخيراً أبو الهول. ويتمتع المرشدون السياحيون بحرية اختيار المواقع التي يرغبون في التوقف عندها وفقاً للبرنامج المحدد لكل مجموعة سياحية.
نظام الزيارة الجديد والمرونة في الحركة
يوفر النظام الجديد للزوار مرونة في اختيار طريقة إنهاء الزيارة، حيث يمكنهم العودة إلى نقطة البداية عند مدخل طريق الفيوم باستخدام الحافلات الكهربائية، أو النزول عند منطقة أبو الهول والعودة من هناك مع سائق شركة السياحة الذي يمكنه الانتظار بالقرب من تلك المنطقة.
كما يوفر المسار الجديد أربعة مسارات مختلفة داخل المنطقة، تتيح للزوار اختيار وجهتهم حسب تفضيلاتهم: إما الذهاب إلى منطقة التريد للركوب على الخيول والجمال، أو التوجه إلى مطعم النين لاونج، أو زيارة مطعم خوفو، أو اتباع المسار الطبيعي لزيارة المنطقة الأثرية.
أزمة مرورية حادة تزامناً مع افتتاح المسار الجديد
شهدت مناطق الجيزة وخاصة الطرق المؤدية إلى منطقة الأهرامات ازدحاماً مرورياً شديداً صباح اليوم، مما أثر على حركة المركبات وسير الزوار إلى المنطقة الأثرية. وقد تزامن هذا الازدحام مع التشغيل التجريبي للمسار الجديد، مما أدى إلى بطء في حركة السير والوصول إلى المنطقة.
ازدحام الطرق المحيطة بالأهرامات
شهد شارع الهرم الرئيسي تباطؤاً في حركة السيارات بسبب غلق الطريق في تقاطعه مع المريوطية وبمنطقة المساحة وشارع العريش ومدكور والطالبية، بسبب إنشاء 5 محطات لمترو الأنفاق، مما اضطر السائقين للتوجه إلى الطرق البديلة المحددة. كما ظهرت كثافات مرورية في منطقة مشعل وامتدت من شارع العشرين حتى الطالبية، بالإضافة إلى كثافات عالية للمتجهين إلى كوبري الجيزة المعدني وشارع فيصل بمنطقة الطوابق حتى العشرين.
وسجلت الطرق المؤدية إلى منطقة حدائق الأهرام والطرق الصحراوية كثافات مرورية متفاوتة، حيث شهد طريق الفيوم الصحراوي المؤدي إلى مدخل الأهرامات الجديد ازدحاماً ملحوظاً. كما شهد الطريق الدائري كثافات متحركة بنزلة شارع البحر الأعظم وصولاً إلى منطقة الدقي حتى ميدان الجلاء.
ظروف مناخية سيئة تعقد المشهد
أضافت الظروف المناخية السيئة تحدياً آخر أمام الزوار والسائحين في اليوم الأول لتطبيق نظام المسار الجديد. فقد شهدت منطقة الجيزة جودة هواء سيئة، مع رياح شمالية شرقية تتراوح سرعتها بين 7-8 أميال/ساعة.
تفاصيل الحالة الجوية في منطقة الأهرامات
رصدت الأرصاد الجوية جودة هواء “غير صحية” في الساعات الأولى من اليوم، تحولت لاحقاً إلى “سيئة” مع رطوبة تتراوح بين 40-60%. كما سجلت هبات رياح وصلت سرعتها إلى 12 ميل/ساعة، مع غطاء سحابي متفاوت وصل إلى 50% في بعض الأوقات، مما أثر على الرؤية التي انخفضت إلى 5 أميال في عدة فترات خلال اليوم.
وأثرت هذه الظروف على تجربة الزوار، خاصة في منطقة البانوراما المكشوفة، حيث كانت الرؤية محدودة للأهرامات الثلاثة بسبب ضعف الرؤية وكثافة الغبار.
مشروعات التطوير والمخاوف البيئية والأثرية
يأتي افتتاح المسار الجديد ضمن سلسلة من مشروعات تطوير منطقة أهرامات الجيزة، ومنها مشروع تطوير ممشى المنصورية ليكون مدخلاً من مداخل منطقة الأهرامات. وتشمل هذه المشروعات رفع كفاءة الطرق وإنشاء ممرات مشاة وتوفير خدمات للزوار.
مخاوف بيئية وأثرية مستمرة
على الرغم من جهود التطوير، لا تزال هناك مخاوف بشأن سلامة المنطقة الأثرية، خاصة مع تقارير سابقة عن مخاطر مياه الصرف الصحي التي تهدد الأهرامات وأبو الهول. وفقاً للتقارير، فإن المياه تحت السطحية المتسربة من المناطق المحيطة تشكل خطراً على الحجر الجيري الذي تتكون منه المنطقة، مما قد يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تضعف من بنية الصخور.
كما كانت مشروعات الطرق السريعة عبر هضبة الأهرامات محل انتقادات دولية، بسبب مخاوف من تأثيرها على المواقع الأثرية غير المكتشفة وإمكانية تقسيم هضبة الأهرام إلى أجزاء منفصلة. وكانت منظمة اليونسكو قد طلبت معلومات تفصيلية عن هذه المشروعات وإرسال بعثة مراقبة للتأكد من سلامة إجراءات التنفيذ.
تحديات مستقبلية وآفاق التطوير
يواجه مشروع تطوير منطقة الأهرامات عدة تحديات تتعلق بالبنية التحتية والحفاظ على التراث الأثري وتحسين تجربة الزوار. ومن المتوقع أن يساهم المسار الجديد في تنظيم حركة الزوار وتقليل الضغط على المنطقة الأثرية، مع الحد من التلوث من خلال استخدام الحافلات الكهربائية.
وتخطط وزارة السياحة والآثار للاستمرار في تطوير المنطقة، مع التركيز على تحسين الخدمات وتوفير تجربة سياحية أفضل تليق بالقيمة التاريخية والحضارية للأهرامات كأحد أهم المواقع الأثرية في العالم.