تضارب الأنباء حول طريقة المفاوضات بين إدارة ترامب ونظام خامنئي
تتضارب الأنباء حول طريقة المفاوضات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظام المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي من المقرر أن تُجرى في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، مما أثار جدلاً واسعًا حول ما إذا كانت المفاوضات ستكون مباشرة أم غير مباشرة.
التصريحات الإيرانية والموقف الرسمي
قال محمد باقر نوبخت، الرئيس السابق لمنظمة التخطيط والميزانية والمتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية، في تصريحات له عن المفاوضات مع الولايات المتحدة: “لا شك أنه إذا قررت القيادة أن حقوقنا يمكن تحقيقها أو تأمينها بشكل أفضل من خلال المفاوضات المباشرة، فإنها ستقول ذلك بالتأكيد”.
وأكد نوبخت أن “اليوم لا يجب أن ننظر كثيرًا إلى أسلوب التفاوض (سواء كان مباشرًا أو غير مباشر)، بالطبع، لسبب ما أعلن القائد أن موضوع التفاوض مسموح به بشكل غير مباشر”. وأضاف أن الاستمرار في أسلوب التفاوض لن يساعد في تحقيق أهداف إيران، ما يعكس رغبة في تكييف أساليب التفاوض مع المتغيرات السياسية.
من جانبه، أكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن “القضية النووية، أي التوضيح والضمان بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات القمعية، هي القضية الوحيدة قيد المناقشة”.
واعتبر عراقجي المحادثات التي ستُعقد في مسقط “فرصة جديدة للدبلوماسية واختبار لمدى جدية أمريكا”. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لها تاريخ طويل في عدم الالتزام والاعتماد على الأحادية في تعاملها مع إيران.
تضارب المعلومات حول أسلوب التفاوض
فيما يتعلق بأسلوب المفاوضات، أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب عن بدء المفاوضات بشكل مباشر، مؤكدة أن المحادثات ستُجرى في سلطنة عمان يوم السبت، واصفة إياها بأنها “مهمة للغاية”.
ومن ناحية أخرى، أكدت الحكومة الإيرانية أن هذه المفاوضات ستظل غير مباشرة، ما يعكس تباينًا حادًا في الروايات بين الطرفين.
وبينما أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن فريق ستيفن ويتاكر، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، قد أرسل رسائل عبر سلطنة عمان لتشجيع الحوار المباشر، فإن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنه إذا لم تكن المحادثات مباشرة، فمن غير المرجح أن يذهب ويتاكر إلى عمان. كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنهم لن يقبلوا بمفاوضات غير مباشرة إلا في حال وجود دعوة رسمية من إيران.
التحول في الموقف الإيراني
في تحول ملحوظ، أكدت مصادر أمريكية أن المفاوضات المباشرة قد بدأت بالفعل، رغم أن إيران كانت قد أشارت سابقًا إلى استعدادها لمفاوضات غير مباشرة فقط. ويعود هذا التحول في المواقف الإيرانية إلى الضغوط المتزايدة التي فرضتها إدارة ترامب، بما في ذلك التهديدات العسكرية والضغوط الاقتصادية، مما أجبر طهران على إعادة تقييم استراتيجيتها.
قبل شهرين، كان خامنئي قد رفض أي نوع من المفاوضات المباشرة مع إدارة ترامب، معتبراً إياها “غير حكيمة” و”غير شريفة”. ولكن مع تزايد الضغوط العسكرية، مثل نشر حاملة طائرات أمريكية ثانية في المنطقة، تغير موقف النظام الإيراني. ويُعتقد أن هذه الضغوط قد دفعت خامنئي إلى قبول مفاوضات مباشرة، رغم تعارضها مع مواقفه السابقة.
الضغط العسكري واستراتيجية ترامب
أدت الضغوط العسكرية الأمريكية، بما في ذلك نشر قاذفات بي-2 وبي-52، وتكثيف الوجود العسكري في المنطقة، إلى تصعيد التوترات، وهو ما يعتبره ترامب جزءًا من استراتيجيته للضغط على إيران.
وفي المقابل، كانت إدارة بايدن قد اتبعت نهجًا أكثر مرونة، وهو ما جعل خامنئي يتخذ موقفًا أكثر جرأة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بالمطالب الأمريكية، أصر ترامب على ضرورة إغلاق البرنامج النووي الإيراني، الحد من قدرات طهران الصاروخية، وإيقاف دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حزب الله وحماس والحوثيين. وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لطهران، التي ترى في هذه المطالب تهديدًا لاستقلالها السياسي واستراتيجيتها الدفاعية.
التحول في المواقف والضغوط الدولية
يُعد هذا التحول في مواقف خامنئي تطورًا دبلوماسيًا كبيرًا، إذ كان يتصور العديد أن إيران ستستمر في رفض التفاوض المباشر. ولكن مع تصاعد الضغوط الاقتصادية والعسكرية من قبل الولايات المتحدة، أصبح من الواضح أن طهران قد لا تجد مفرًا من الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
كان خامنئي يرفض علنًا هذه المفاوضات، بل وكان يعتبرها بمثابة “إذلال” للنظام الإيراني. لكن بعد وصول حاملة طائرات أمريكية ثانية إلى المنطقة، ودعوات أمريكية واضحة للمفاوضات، تراجع خامنئي عن موقفه، مما يعكس تحوّلًا في الاستراتيجية الإيرانية.










