جريمة مروّعة تهز غازي عنتاب: تفاصيل العثور على جثة المهندس السوري عمر العزي مقطّعة داخل منزله
هزت جريمة قتل مروعة مدينة غازي عنتاب التركية مطلع شهر أبريل الجاري، حيث تم العثور على جثة المهندس السوري عمر العزي (34 عاماً) مقطعة إلى أجزاء داخل منزله. وكشفت التحقيقات الأولية عن تفاصيل صادمة تتعلق بطريقة التنفيذ وظروف اكتشاف الجريمة، فيما لا تزال السلطات التركية تواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث ودوافعه.
تفاصيل اكتشاف الجريمة وكيفية وقوعها
بدأت خيوط الجريمة بالانكشاف عندما توجهت زوجة الضحية، مروة العزي (30 عاماً)، إلى مركز شرطة “شاهين بيه” يوم الأحد 6 أبريل، للإبلاغ عن اختفاء زوجها منذ أربعة أيام. وفي إفادتها للشرطة، ذكرت السيدة العزي أن شخصين مجهولين اقتحما منزلهما في حوالي الساعة الرابعة صباحاً يوم الأربعاء 2 أبريل، وقاما باحتجازها وزوجها في غرف منفصلة قبل أن يغادرا المنزل يوم الأحد، دون أن تعرف مصير زوجها.
وفور تلقي البلاغ، توجهت فرق البحث والتحقيق التركية إلى منزل العائلة، وأجرت عملية بحث مفصلة بعد ملاحظة بقع دماء في غرفة النوم. وفي تطور صادم، عثرت الشرطة على جثة عمر العزي مقطعة الرأس والأعضاء، موضوعة داخل أكياس بلاستيكية ومغطاة بالتراب في فتحة تهوية المنزل.
الأدلة المادية والقرائن المكتشفة
خلال التحقيقات التي أجريت في المنزل، تم العثور على مجموعة من الأدلة المادية التي زادت من غموض القضية، أبرزها:
- حقيبة تسوق تابعة لأحد المتاجر تحتوي على إيصال شراء للتراب يعود تاريخه إلى يوم السبت 5 أبريل
- مفرمة لحم جديدة غير مستخدمة تم ضبطها داخل صالة المنزل
- آثار دماء في أماكن متفرقة من المنزل، خاصة في غرفة النوم
رواية الزوجة والشكوك المثارة حولها
برزت العديد من التناقضات في رواية زوجة الضحية خلال الأيام التالية للجريمة، مما أثار شكوكاً حول صحة إفادتها الأولية. وكشف الإعلامي السوري محمد الكيلاني، أحد أصدقاء المجني عليه، أن تضارباً ظهر في شهادة زوجة الضحية، “إذ مرة تقول إن مسلحين دخلوا واحتجزونا في منزلنا ليومين، ومرة أخرى تقول احتجزونا كل في غرفة، كما كشفت الكاميرا خروجها من المنزل خلال فترة غياب المغدور”.
من هو عمر العزي: مسيرة ناشط ومهندس سوري
ينحدر عمر العزي من مدينة حمص السورية، وقد عُرف بنشاطه المدني ومشاركته في الحراك الثوري السوري منذ بدايته. شارك العزي في الاحتجاجات في مدينته حمص منذ انطلاقتها عقب بدء الثورة السورية، ووثق المظاهرات الشعبية الأولى في المدينة وقمع الأجهزة الأمنية للمتظاهرين.
وفي عام 2012، تعرض العزي للاعتقال قبل أن يُهجر إلى تركيا حيث أكمل دراسته الجامعية في جامعة غازي عنتاب، وتخرج في قسم الهندسة الميكانيكية. وكان يعمل مديراً لنظام إدارة المعلومات الصحية في منظمة الأطباء المستقلين (IDA).
الوضع الحالي للقضية وانتظار نتائج التحقيقات
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تعلن السلطات التركية النتائج النهائية للتحقيقات حول مقتل المهندس السوري عمر العزي. وتشير المعلومات الأولية إلى وجود شبهات عدة حول متورطين محتملين، لكن الجهات المعنية تواصل جهودها لكشف كافة خيوط الجريمة قبل إعلان أي نتائج رسمية.
ويناشد أصدقاء ومقربون من الضحية عدم إطلاق أحكام مسبقة أو تداول معلومات غير مؤكدة، داعين إلى انتظار إعلان نتائج التحقيقات الرسمية “كي لا نقتل عمر مرتين”. فيما تؤكد الجهات الأمنية التزامها بمتابعة التحقيقات على مدار الساعة حتى الوصول إلى المسؤولين عن هذه الجريمة الوحشية.










