في اليوم الثالث والعشرين من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل، حيث نفذت قواته مجزرة جديدة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 35 مواطنًا، وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وذكرت الوزارة أن قوات الاحتلال استهدفت الحي المكتظ بالسكان بصواريخ ذات قدرة تدميرية عالية، ما أدى إلى انهيار منازل على رؤوس ساكنيها. وبذلك يرتفع عدد الشهداء في القطاع إلى 45 شهيدًا منذ فجر اليوم فقط، في تصعيد هو الأعنف منذ أيام.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن تصريحات صادمة لضابط في جيش الاحتلال، أكد فيها أن القوات الإسرائيلية تتعامل مع كل من يعترض طريقها في القطاع باعتباره هدفًا مشروعًا، حتى لو لم يكن مسلحًا، “تلبية لرغبات الإسرائيليين الذين لا يعتبرون سكان غزة أبرياء”، على حد تعبيره.
وأضافت الصحيفة، نقلًا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن جيش الاحتلال يعتزم تحويل مدينة رفح إلى جزء من المنطقة العازلة على الحدود مع مصر، مشيرة إلى أن السكان الذين هُجّروا منها لن يُسمح لهم بالعودة في المستقبل القريب، في خطوة تصفها مؤسسات حقوقية بأنها “تهجير قسري ممنهج”.
وفي الضفة الغربية، شهدت القدس المحتلة انتهاكًا جديدًا، حيث اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط قيود على دخول الفلسطينيين، في تصعيد متكرر لاستفزاز مشاعر المسلمين.
أما في شمال الضفة، فقد أعلن الاحتلال بدء عملية عسكرية واسعة في منطقة نابلس، شملت مخيم بلاطة، حيث أُخلي عدد من المنازل واعتُقل عدد من المدنيين، وسط مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وقد سُمع خلال الاشتباكات هتافات تمجّد قادة المقاومة، بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.
وفي مخيم جنين، تواصل قوات الاحتلال عمليات هدم وتدمير منازل الفلسطينيين، وسط محاولات لتهجير السكان قسرًا، في مشهد يكرر فصول النكبة، لكن في القرن الحادي والعشرين.










