تضارب الأنباء حول مصير وزير دفاع جماعة الحوثي محمد ناصر العاطفي
تتضارب الأنباء حول مصير وزير دفاع جماعة الحوثي محمد ناصر العاطفي، وسط تكتم شديد من قبل الجماعة الحوثية، في الوقت الذي تتصاعد فيه الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع الجماعة في اليمن. وتشير المعلومات المتضاربة إلى احتمالية إصابته أو مقتله في إحدى الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة، بينما تواصل واشنطن تكثيف هجماتها ضد الحوثيين في إطار الصراع المتصاعد في المنطقة.
تضارب الأنباء حول مصير العاطفي
تتعدد الروايات والتقارير المتداولة حول مصير وزير دفاع جماعة الحوثي محمد ناصر العاطفي، حيث كشف مصدر في المستشفى العسكري بصنعاء عن “إصابة شقيق وزير الدفاع في حكومة المليشيات الحوثية غير المعترف بها محمد ناصر العاطفي في قصف جوي أمريكي”. وأوضح المصدر أن “المدعو أحمد ناصر وصل قبل يومين إلى المستشفى عقب إصابته إصابة بليغة في القصف الجوي على معسكر الحفا في صنعاء”، مشيراً إلى “تعرضه لبتر جزء من قدمه اليسرى إضافة إلى إصابته بحروق شديدة في ظل تكتم شديد للمليشيات الحوثية على الواقعة”.
في المقابل، أفادت مصادر محلية في صنعاء “عن مصرع وزير الدفاع في حكومة مليشيا الحوثي العاطفي وعضو ما يسمى المكتب السياسي الأعلى محمد علي الحوثي بغارة جوية أمريكية استهدفت معسكر الصيانة بصنعاء”.
وذكرت تقارير أخرى أن “الغارة استهدفت تجمعاً حوثياً جنوب منطقة الفازة الساحلية بمحافظة الحديدة”، حيث ورد “مقتل ثلاثة وزراء ومحافظ من حكومة الرهوي، على رأسهم منتحل صفة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي”.
لكن ما يزيد من غموض الموقف، أن وزير الدفاع الحوثي ظهر في تصريحات نقلتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين في نهاية شهر مارس 2025، مؤكداً “أن الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة شمال وغرب البلاد منذ أكثر من أسبوعين لن تؤثر على موقف جماعته وقدراتها العسكرية”. كما نُقل عنه في بداية أبريل 2025 تصريحات جديدة مفادها أن “رد القوات المسلحة اليمنية على الاعتداء الأميركي بحق منتسبي القوات البحرية سيكون قاسياً ومتمكناً من مكامن الوجع والألم وبأساليب قتالية فوق احتمالاتهم وحساباتهم العسكرية”.
تاريخ من الاستهدافات المتكررة
ليست هذه المرة الأولى التي تتداول فيها أنباء عن استهداف العاطفي، فقد سبق وأن تعرض لمحاولات اغتيال متعددة. ففي أكتوبر 2019، “تداولت وسائل إعلامية أنباء حول مصير وزير الدفاع مليشيات الحوثي الانقلابية اللواء الركن محمد ناصر العاطفي بعد الهجوم المسلح الذي طال منزله في مسقط رأسه بمنطقة خولان التابعة لمحافظة صنعاء”.
كما تواترت أنباء في أغسطس 2020 “عن مصير وزير دفاع مليشيا الحوثي محمد العاطفي، بعد استهداف مقاتلات التحالف العربي موكبه في مديرية خب والشع شمال شرق محافظة الجوف مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 ممن كانوا في الموكب وتدمير 6 دوريات كانت ترافقه”..
الضربات الأمريكية المتصاعدة ضد الحوثيين
تأتي الأنباء المتضاربة حول مصير العاطفي في سياق تصعيد عسكري أمريكي واسع النطاق ضد جماعة الحوثي في اليمن، خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة مجدداً. فقد أعلن ترامب في مارس 2025 “أن الولايات المتحدة شنّت ضربات عسكرية مكثفة استهدفت عشرات المواقع التي تُسيطر عليها ميليشيا الحوثي في اليمن”.
وذكرت تقارير أن “الغارات الأمريكية استهدفت مواقع في محافظات صنعاء وصعدة وذمار وحجة والبيضاء. ووفقاً للتقارير فقد ركزت الهجمات الأمريكية على استهداف أنظمة الرادار والدفاعات الجوية والصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين”.
وأقرَّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتلقيها غارات وصفتها بـ”الأميركية البريطانية” على مقر وزارة دفاع الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وهي الضربة التي قال الجيش الأميركي إنها “استهدفت مركزاً للقيادة والسيطرة مسؤولاً عن الهجمات ضد السفن”.
موقف إدارة ترامب المتشدد
تعكس هذه الهجمات ضد الحوثيين “دلالة مهمة مرتبطة بتوجه إدارة ترامب نحو تبنّي استراتيجية تصعيدية أكبر تجاه الحوثيين”. فقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن “الولايات المتحدة ستقضي على الحوثيين في اليمن تماماً، داعياً إيران للتوقف الفوري عن دعم الجماعة”.
وكتب ترامب عبر منصة تروث سوشيال: “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا”، متهماً الحوثيين بتهديد حركة الشحن في البحر الأحمر. وأضاف: “في كلتا الحالتين، سوف يخسرون، لكن بهذه الطريقة سيخسرون بسرعة”.
العاطفي: من هو وما أهمية منصبه؟
محمد ناصر العاطفي هو وزير الدفاع في حكومة جماعة الحوثي غير المعترف بها دولياً، وهو شخصية محورية في التنظيم العسكري للجماعة. وقد اشتهر بتصريحاته المتحدية للتحالف العربي والولايات المتحدة، حيث سبق وأن أكد في أحد تصريحاته “أن القوات المسلحة اليمنية جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ”.
وقد لعب العاطفي دوراً محورياً في تطوير القدرات العسكرية للحوثيين، حيث صرح سابقاً بأن “الصواريخ الباليستية والمجنحة ودخول الطيران المسير على خط المعركة ومنظومات الدفاع الجوي والمنظومات البحرية عوامل شكلت نقلة من المعركة الدفاعية إلى الهجومية”.
وأضاف في أحد تصريحاته: “نمتلك اليوم زمام المبادرة ونهدد وننفذ تهديداتنا ولدينا النفس الطويل والقدرة والإمكانات لتوجيه ضرباتنا إلى أماكن لا يتوقعها العدو”.
تداعيات الموقف على الصراع في اليمن
استهداف قيادات بارزة في جماعة الحوثي، وخاصة شخصية بحجم وزير الدفاع، يمثل تطوراً مهماً في مسار الصراع اليمني. فإذا تأكد مقتل العاطفي، فإن ذلك قد يشكل ضربة قوية للجماعة على المستوى العسكري والتنظيمي، خاصة مع الدور المحوري الذي يلعبه في قيادة العمليات العسكرية.
وتكتسب هذه التطورات أهمية خاصة في ظل التصعيد العسكري الأمريكي المتزايد ضد الحوثيين، حيث أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز “أن الغارات الجوية استهدفت في الواقع العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم”. كما أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لسي بي إس نيوز، إلى “أنّ الضربات الأمريكية على اليمن ستستمر، حتى تنتهي قدرة الحوثيين، على مهاجمة الملاحة العالمية، والبحرية الأمريكية”.










