تسريب معلومات حول صفقة لتوطين أهالي غزة في سوريا
كشفت مصادر خاصة لـ المنشر الاخباري، وصلت صفقة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مراحل متطورة من التحضير، حيث يتم حاليا دراسة عدة بنود متعلقة بالخطة، خصوصا من قبل الجانب التركي المشرف على العملية. ولم يتم تحديد بعد المدن السورية التي ستستقبل هؤلاء اللاجئين، لكن بعض الإشارات تشير إلى احتمالية توزيعهم بين عدة مناطق في سوريا، مثل شمالي غرب سوريا، العاصمة دمشق، والدير الزور، التي تقع تحت سيطرة النظام السوري.
تشير المصادر إلى أن التحضيرات الجارية تشمل تنظيم جداول عمل من أجل تسهيل عملية نقل المدنيين وتوفير الدعم اللازم لهم، بما في ذلك تجهيز المخيمات في مناطق سورية محددة.
شائعات حول المخيمات في سوريا
في الآونة الأخيرة، تم تداول صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر خياما في ريف حلب الشمالي، قيل إنها مخصصة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة ضمن خطة لتوطينهم في سوريا. لكن هذه الصورة أثارت جدلا واسعا، مما دفع مجلس أخترين المحلي إلى إصدار بيان رسمي نفى فيه صحة هذه الادعاءات، موضحا أن المخيم الجاري إنشاؤه هو مشروع قديم بدأ العمل عليه منذ شهور، ويهدف إلى إيواء المهجرين السوريين فقط.
الخطة الأمريكية الإسرائيلية
من جانب آخر، أفادت شبكة سي بي إس الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بحثتا خيارات لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة في دول أخرى، من بينها سوريا، السودان، أرض الصومال، وليبيا. وتضمنت هذه المحاولات اتصالات مع الحكومة السورية المؤقتة عبر طرف ثالث لمناقشة إمكانية استضافة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وبحسب المصادر، كانت هذه المحاولات جزءا من خطة أمريكية إسرائيلية شاملة تتعلق بمستقبل غزة، وكان الهدف منها تقديم حوافز مالية ودبلوماسية لدول عربية وأفريقية للموافقة على استضافة اللاجئين الفلسطينيين. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه الجهود.
التوترات في سوريا والمخاوف المستقبلية
تزامنا مع هذه التطورات، تشهد سوريا توترا متزايدا بين تركيا وإسرائيل. وقد أصبحت سوريا ساحة جديدة للتنافس بين الدولتين، خاصة بعد إطاحة تحالف الفصائل المعارضة بالرئيس بشار الأسد أواخر عام 2024، ما أدى إلى شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات على سوريا، مستهدفا المنشآت العسكرية وقواعد البحرية والجوية.
وبينما أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أن تركيا لا تسعى للمواجهة مع إسرائيل في سوريا، فقد نبه إلى أن تصرفات إسرائيل قد تساهم في عدم استقرار المنطقة في المستقبل.
التاريخ الطويل لمحاولات التهجير
تعود محاولات تهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم إلى ما بعد نكبة 1948، حيث كانت إسرائيل تبحث عن سبل لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول مجاورة. في السنوات الأخيرة، زادت هذه المحاولات، خاصة بعد الحروب المتتالية على قطاع غزة. وقد تكرر الحديث عن مشاريع توطين الفلسطينيين في دول عربية وأفريقية، مثل “خطة سيناء” في الخمسينيات، أو مشروع الجزيرة في شمال سوريا.
تظل صفقة توطين أهالي غزة في سوريا تحت إشراف تركي قضية مثيرة للجدل في ظل الظروف السياسية الحالية في المنطقة. على الرغم من أن الصفقة وصلت إلى مراحل متقدمة من التحضير، إلا أن التفاصيل الكاملة حول تنفيذها لم تكشف بعد. يبقى أن نشهد كيف ستتطور هذه المبادرة في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية، وكذلك المصالح المختلفة التي قد تؤثر على مصير هذه الخطة.










