قدم المدعي العام الأرجنتيني سيباستيان باسو طلبا رسميا لإصدار مذكرة توقيف دولية بحق المرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك على خلفية دوره المزعوم في تفجير مركز المساعدة اليهودية (AMIA) في العاصمة بوينس آيرس عام 1994، والذي أسفر عن مقتل 85 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين.
اتهامات خطيرة
اتهم باسو المرشد الإيراني بـ”المشاركة المباشرة” في الهجوم، مشيرا إلى أن خامنئي أصدر فتوى مباشرة لتنفيذ التفجير الذي نسب إلى حزب الله اللبناني، والذي تعتبره الأرجنتين المسؤول عن تنفيذ العملية.
وقال باسو في تصريح رسمي: “خامنئي دعم منظمة مسلحة تابعة لحزب الله تعمل سرا خارج لبنان. لقد أعدت هذه المنظمة العديد من الهجمات الإرهابية ضد الناس وممتلكاتهم على مدى عقود، بما في ذلك تفجير AMIA، ويجب الاعتراف بها كمنظمة إرهابية.”
استدعاءات قضائية
وطلب باسو من قاض فيدرالي تبليغ خامنئي رسميا بالتهم الموجهة إليه، إضافة إلى استدعاء عدد من المسؤولين الإيرانيين السابقين، من بينهم وزير الاستخبارات الأسبق الإيراني علي فلاحيان، وزير الخارجية الإيراني الأسق علي أكبر ولايتي، والقائد العام للحرس الثوري في ذلك الوقت محسن رضائي، قائد قوة القدس آنذك أحمد وحيدي، إضافة إلى عدد من أعضاء حزب الله في لبنان
كما دعا باسو الإنتربول (الشرطة الدولية) إلى تنفيذ مذكرة اعتقال بحق خامنئي، في خطوة قد تثير توترا دبلوماسيا واسع النطاق.
خلفية القضية
وقع تفجير AMIA في 18 يوليو 1994، مستهدفا مبنى مركز المساعدة اليهودية في بوينس آيرس، وكان أحد أعنف الهجمات الإرهابية في تاريخ أمريكا اللاتينية. ومنذ ذلك الحين، تتهم السلطات الأرجنتينية إيران وحزب الله بالتخطيط والتنفيذ، رغم نفي طهران المتكرر.
وتعاني القضية من تداخل سياسي وقضائي معقد، خصوصا بعد وفاة المدعي العام ألبرتو نيسمان عام 2015، والذي كان مكلفا بالتحقيق في الملف، وجد مقتولا في شقته عشية تقديمه تقريرا يتهم فيه الحكومة الأرجنتينية آنذاك بالتستر على المتورطين.