في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه قطع المساعدات الإنسانية المتبقية لأفغانستان واليمن، في إطار سياسة أكثر تشددا تجاه ما وصفه بـ”الأعداء”، ورفض الاستمرار في ما أسماه “صفقات بايدن الكارثية”.
تصريحات ترامب: لا مساعدات لـ”الأعداء”
وخلال خطاب ألقاه مساء الثلاثاء، قال ترامب: “لن تصدقوني إذا قلت إننا نعطي أفغانستان الكثير من المال فقط لأن الأمر يتعلق بصفقة من عهد بايدن… صفقة لم تسبب لنا سوى الإحراج، وأدت إلى دفع مليارات الدولارات لأفغانستان. نحن نعتني بأصدقائنا، ولن نعتني بأعدائنا بعد الآن.”
وأشار ترامب إلى أن أغلب هذه المساعدات تمر عبر برنامج الغذاء العالمي، الذي أكد بدوره أن حرمان الشعوب من الغذاء في ظل أزمات إنسانية حادة “أشبه بعقوبة بالإعدام”.
الأمم المتحدة: أفغانستان على حافة الكارثة
جاء الرد سريعا من الأمم المتحدة، حيث صرح المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن 22.9 مليون رجل وامرأة وطفل في أفغانستان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية خلال هذا العام، مضيفا أن البلاد أصبحت “ثاني أكبر أزمة إنسانية في العالم بعد السودان”.
وأشار دوجاريك إلى أن اجتماع مجموعة تنسيق أفغانستان سيعقد اليوم، الأربعاء، في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية وممثلي بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما).
تأثير مباشر على حياة ملايين المدنيين
من جانبها، أعربت وزارة الاقتصاد الأفغانية عن قلقها البالغ من القرار، حيث قال المتحدث عبد الرحمن حبيب إن تعليق المساعدات الأميركية وتقليص الميزانيات المخصصة لبرنامج الغذاء العالمي سيكون له تأثير سلبي مباشر على حياة الملايين من المحتاجين.
وأضاف:”التقليص الحاد لحصص الغذاء، وتجميد بعض العمليات الإنسانية، أدى بالفعل إلى تدهور الوضع الإنساني… وقرار ترامب سيؤدي إلى كارثة”.
أطفال وأمهات في مواجهة المجاعة
بدوره، حذر برنامج الغذاء العالمي يوم الاثنين من أن أفغانستان تواجه أزمة غير مسبوقة في سوء التغذية بين الأطفال، وانتشار حالات سوء التغذية الحاد بين الأمهات. ولفت إلى أن الوضع مرشح للتفاقم في حال لم تستأنف المساعدات العاجلة.
اليمن في صمت مؤلم
ورغم أن التركيز الأكبر كان على أفغانستان، لم يخف الخبراء قلقهم من تأثير القرار على الوضع الإنساني في اليمن، الذي يواجه واحدة من أطول وأقسى الأزمات الإنسانية في العالم. ولم يصدر بعد رد رسمي من منظمات الإغاثة العاملة هناك، لكن مصادر مطلعة حذرت من “كارثة موازية” إذا ما نفذ قرار وقف التمويل.










