في تطور يثير قلقا متزايدا داخل باكستان وخارجها، كشفت تقارير إعلامية وأمنية عن حصول حركة “طالبان باكستان” المحظورة على صواريخ أمريكية متطورة مضادة للدروع من طراز FGM-148 “جافلين”، ما يمثل تحولا خطيرا في قدرات الجماعات المسلحة ويهدد بتصعيد التوترات الأمنية، خصوصا على الحدود مع أفغانستان.
مشاهد مقلقة… وتدريبات على السلاح
أظهر مقطع فيديو نشرته جماعة مرتبطة بطالبان باكستان عددا من المسلحين وهم يتلقون تدريبات على استخدام صواريخ “جافلين”، أحد أخطر الأسلحة الفردية في العالم، يتميز بتقنية التوجيه الحراري الذكي التي تمكن المستخدم من إطلاق الصاروخ والانسحاب فورا دون الحاجة إلى تتبعه، ما يزيد من فعالية الهجمات ويقلل من قدرة القوات على الرد.
مخاوف أمنية رغم غياب الأدلة المادية
ورغم أن السلطات الباكستانية لم تؤكد بشكل قاطع وجود هذه الصواريخ داخل أراضيها، إلا أن القلق يتصاعد بشأن “إمكانية” استخدامها في عمليات ضد منشآت حيوية أو مواقع عسكرية. وقال مسؤول أمني باكستاني لصحيفة ذا نيوز:”حتى الآن، لا يوجد دليل مادي على وجود هذه الصواريخ داخل باكستان، لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن الإرهابيين باتوا يمتلكون هذه القدرة”.
من أفغانستان إلى باكستان: كيف وصلت الأسلحة؟
تشير التقارير إلى أن هذه الصواريخ تعود إلى الترسانة التي تركها الجيش الأمريكي بعد انسحابه من أفغانستان في أغسطس 2021. وتقدر قيمة المعدات التي تركت بنحو 7 مليارات دولار، وفق تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عام 2022.
ورغم محاولة القوات الأمريكية تعطيل أو تدمير بعض هذه المعدات قبيل الانسحاب، فإن كميات كبيرة من الأسلحة، ومن بينها صواريخ “جافلين”، بقيت سليمة وسقطت في قبضة طالبان الأفغانية. وبحسب صحيفة ذا هيل، فإن طالبان رفضت إعادة أي من هذه المعدات، بل طالبت واشنطن بتزويدها بأسلحة لمحاربة داعش.
حدود هشة وتحديات معقدة
يعد الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، الممتد لأكثر من 2600 كيلومتر، أحد أكثر المناطق الأمنية تعقيدا في العالم. ويصعب التضاريس الجبلية وتداخل القبائل الحدودية من جهود تأمين هذا الخط، مما جعله ممرا مفتوحا لتحركات الجماعات المسلحة وتهريب الأسلحة.
وأكدت تقارير أمنية باكستانية أن معظم الهجمات التي تنفذها طالبان باكستان تنطلق من ملاذات آمنة داخل أفغانستان، خاصة في ولايات مثل ننغرهار وكونار. وأوضح مسؤول أمني:
“الحدود لم تعد مجرد خط جغرافي، بل باتت نقطة ضعف استراتيجية تستغلها الجماعات المسلحة لاختراق الداخل الباكستاني ونقل الأسلحة”.
تهديد مباشر وتوصيات عسكرية
تمثل صواريخ “جافلين” تهديدا نوعيا لقدرات الجيش الباكستاني، إذ يمكنها تدمير المواقع الحدودية بسهولة، ما يتطلب تحديثا عاجلا للبنية الدفاعية. ويرى خبراء عسكريون ضرورة تطوير آليات المراقبة والتصدي، وتوسيع التعاون الاستخباراتي مع حلفاء إقليميين ودوليين، إلى جانب استخدام الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة لرصد عمليات التهريب والتحركات المشبوهة.
ورغم بناء باكستان لسياج حدودي منذ 2017 مزود بكاميرات حرارية وأنظمة مراقبة، فإن ظهور أسلحة مثل “جافلين” يضعف من فعالية هذه الإجراءات ويعقد مهمة تأمين الحدود