في ظل استمرار عدم الاعتراف الرسمي بحكومتها من قبل المجتمع الدولي، بدأت حركة طالبان في توسيع شبكة علاقاتها الخارجية، خاصة مع دول الجوار والدول الإسلامية، في خطوة تعكس سعيها للخروج من العزلة الدبلوماسية التي تعيشها منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021.
تعزيز العلاقات مع أوزبكستان
أكد الملا حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم حكومة طالبان، أن العلاقات بين كابل وأوزبكستان تشهد “تطورا غير مسبوق”، مشيرا إلى أن الحركة ترحب بتصريحات الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيايف الداعمة لأفغانستان.
وفي تسجيل صوتي بثته وسائل إعلام أفغانية، أوضح فطرت أن التعاون بين البلدين تعزز في مجالات السياسة، الاقتصاد، الترانزيت، الاستثمار والتجارة، معتبرا أن هذا الانفتاح يعد خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن طالبان تسعى إلى “بناء علاقات قوية وشاملة” مع دول الجوار والعالم، “على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”، مؤكدا أن التواصل مع هذه الدول يعكس تغيرا تدريجيا في النظرة الإقليمية تجاه الحكومة الأفغانية الحالية.
تحركات دبلوماسية في آسيا
وفي خطوة دبلوماسية جديدة، عينت طالبان المولوي سعد الله بلوش سفيرا لها في إندونيسيا، ليبدأ مهامه رسميا. ويعد بلوش من الشخصيات البارزة في الحركة، حيث كان يشغل سابقا منصب رئيس إدارة الشؤون الحدودية في وزارة الخارجية الأفغانية.
وتأتي هذه التعيينات في سياق اتساع القبول غير الرسمي لبعض الدبلوماسيين التابعين لطالبان في عدد من العواصم الآسيوية، حيث أفادت تقارير إعلامية أن دولا مثل الصين، أوزبكستان، كازاخستان، وماليزيا، إلى جانب النرويج، قد وافقت مؤخرا على اعتماد ممثلين دبلوماسيين تابعين للحركة.
إشارات لتغير في المشهد الإقليمي
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس مؤشرات لتغير تدريجي في تعاطي بعض الدول مع طالبان، وإن لم يصل بعد إلى مستوى الاعتراف الرسمي بالحكومة. كما أن تزايد الزيارات واللقاءات الثنائية قد يمهد الطريق لفتح قنوات دبلوماسية أوسع في المستقبل، خصوصا في ظل حاجة العديد من الدول لتأمين مصالحها الاقتصادية والأمنية في منطقة آسيا الوسطى.










