أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، أليكسي أورتشوك، في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية، أن تعليق تصنيف حركة طالبان كمنظمة إرهابية يشكل فرصة مهمة لاستغلال الإمكانات الاقتصادية في أفغانستان، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات متعددة.
وأوضح أورتشوك أن أفغانستان، رغم التحديات والمشكلات التي تواجهها، تملك العديد من الإمكانيات الاقتصادية التي يمكن لروسيا أن تستفيد منها، مشيرا إلى أن حركة طالبان تبدي موقفا إيجابيا تجاه روسيا، ولديها رغبة واضحة في تطوير العلاقات الاقتصادية معها.
وأضاف المسؤول الروسي أن الاتصالات مستمرة بين موسكو وحركة طالبان، وأن الجانبين يسعيان إلى تعزيز أوجه التعاون، وخاصة في مجالات التجارة والتنمية الاقتصادية. وأشار إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار جهود أوسع تبذلها روسيا لتعزيز حضورها الاقتصادي في آسيا الوسطى، وتحقيق تكامل لوجستي واستراتيجي يخدم مصالحها الإقليمية.
نحو إزالة طالبان من القائمة الإرهابية
وفي السياق ذاته، ذكر أورتشوك أن المدعي العام الروسي تقدم مؤخرا بطلب رسمي إلى المحكمة العليا لتعليق تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية، وذلك في خطوة لتمهيد الأرضية القانونية للتعامل الاقتصادي مع الحركة.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الروسية في هذا الطلب في جلسة تعقد بتاريخ 17 أبريل 2025، وفق ما نقلته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
ويشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أصدر في 28 ديسمبر 2024 مرسوما يقضي بتعديل القوانين الخاصة بالتعامل مع المنظمات المصنفة إرهابية، ما يتيح تعليق أنشطة هذه المنظمات بشكل مؤقت وبشروط محددة، تمهيدا لتغيير وضعها القانوني بناء على تقييم المصالح الوطنية الروسية.
خلفية قانونية
يذكر أن المحكمة العليا الروسية كانت قد صنفت حركة طالبان كمنظمة إرهابية في 14 فبراير 2003، وقررت حظر جميع أنشطتها داخل الأراضي الروسية. إلا أن تطورات الأوضاع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، وصعود طالبان إلى السلطة، دفعت موسكو لإعادة النظر في هذه السياسة.
وفي وقت سابق، أعلن زامير كابولوف، المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان، عن نية روسيا تشكيل مجموعة عمل ثنائية مع طالبان في ربيع 2025، مؤكدا أن هذه الخطوة تهدف إلى استبدال اللجنة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادي التي كانت قائمة في فترة الحكومات السابقة.
دوافع اقتصادية واستراتيجية
أوضح أورتشوك أن تحسين الظروف المعيشية للشعب الأفغاني سيكون له أثر مباشر في تحسين التعاون الاقتصادي بين روسيا وأفغانستان، كما أن الاستقرار الاقتصادي في أفغانستان يصب في مصلحة روسيا الاستراتيجية، خاصة في ظل تزايد المنافسة الدولية على النفوذ في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا التعاون المحتمل سيساعد في توسيع القدرات اللوجستية الروسية، خصوصا في ما يتعلق بخطوط التجارة العابرة لآسيا الوسطى، بما يشمل مشاريع النقل والطاقة والتعدين.