في أعقاب الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي استضافتها مسقط، دعا المرشد علي خامنئي كبار القادة العسكريين إلى الحفاظ على “أقصى درجات الاستعداد” وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، مؤكدا أن “تقدم إيران يغضب أعداءها”.
وجاءت تصريحات خامنئي خلال اجتماع عقده مع قيادات الجيش والحرس الثوري، بالتزامن مع إعلان مسؤولين إيرانيين وأمريكيين عن أجواء إيجابية في المحادثات الأخيرة التي تهدف إلى إحياء مسار التفاهم النووي المتعثر.
خامنئي: لا مفاوضات ولا حرب.. ولكن “الاستعداد ضرورة“
رغم إشارة بعض النواب الإيرانيين إلى موافقة خامنئي على إجراء المحادثات غير المباشرة، فإن البيان الرسمي الصادر عن موقعه تجاهل تماما الإشارة إلى المفاوضات، مكتفيا بالتأكيد على أن “تصميم إيران على الاستقلال والهوية الإسلامية هو ما يثير حساسية الأعداء”، كما أشار إلى “نقاط ضعف اقتصادية ينبغي معالجتها”.
وكان خامنئي قد وصف في خطاب مبكر من عام 1989 المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها “سخيفة”، واحتفظ بموقف ثابت عبر أكثر من ثلاثة عقود، رافضا التطبيع أو الحوار المباشر مع واشنطن، وفق مراجعات رسمية لخطبه وتصريحاته التي بلغت 119 خطابا وخطبة منذ توليه منصبه.
محادثات مسقط: بداية حذرة وموافقة مشروطة
من جهته، أكد النائب الإيراني حميد رسائي أن المحادثات مع الولايات المتحدة في مسقط كانت “غير مباشرة وبإذن صريح من خامنئي”، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو كشف “عدم عقلانية الأمريكيين” لمن لا يزالون متفائلين بإمكانية التفاهم مع واشنطن.
وأضاف رسائي أن دعم القيادة للمفاوضين مشروط بالالتزام الكامل بالإطار الذي حدده المرشد، مشددا على أن على الوزارات الأخرى القيام بواجباتها وعدم إلقاء كامل العبء على فريق التفاوض.
ترامب يكشف الخطوات المقبلة للمفاوضات الأمريكية الإيرانية بعد جولة مسقط
الحوثي يهدد بحرب فاصلة في اليمن مع اقتراب مفاوضات مسقط مع السعودية بالفشل
وزير الخارجية المصري يناقش تطورات مفاوضات مسقط مع نظرائه في عُمان وإيران والمبعوث الأمريكي
ترامب: المحادثات تسير “بشكل جيد للغاية”
في المقابل، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله الحذر بمسار المحادثات. وقال في تصريحات للصحفيين من على متن الطائرة الرئاسية:”المحادثات مع إيران تسير بشكل جيد. لا شيء يهم حتى تنتهي، لذلك لا أحب الحديث عنها كثيرا. لكنني أعتقد أنها تمضي على نحو جيد للغاية”.
وأشار ترامب إلى إمكانية تقديم تنازلات محددة من جانب الولايات المتحدة في سبيل التوصل لاتفاق يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي، مؤكدا في الوقت نفسه أنه حدد مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، ملوحا ببدائل تشمل عقوبات مشددة أو خيارات عسكرية.
تفاصيل الجولة الأولى في مسقط
استضافت سلطنة عمان الجولة الأولى من المفاوضات يوم السبت 12 أبريل، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. وعلى الرغم من أن المحادثات بدأت بشكل غير مباشر، أفادت مصادر مطلعة بأن لقاء وجيزا جمع بين عراقجي وويتكوف وجها لوجه.
ووصفت البيت الأبيض المفاوضات بأنها “إيجابية وبناءة”، مؤكدا أن ويتكوف أبلغ الطرف الإيراني بأن الرئيس ترامب ملتزم بحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية.
من جانبه، قال عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني: “نحن قريبون من التوصل إلى أساس مشترك للمفاوضات. إذا نجحنا الأسبوع المقبل، يمكننا الشروع في مناقشات حقيقية”.
تحديات وتوقعات
وفيما لم تطلب الولايات المتحدة من إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم خلال هذه الجولة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن مراقبين يرون في ذلك تحولا في لهجة واشنطن، وربما بداية لرغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية وسط.
ورغم الأجواء الإيجابية، تبقى مخاوف التصعيد حاضرة، خصوصا في ظل تهديدات متبادلة بشأن مستقبل البرنامج النووي، واحتمالية إخراج مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران إذا فشلت المحادثات.