شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدًا مقلقًا في حوادث الطيران خلال الأشهر الأولى من عام 2025، حيث سُجلت 87 حادثًا جويًا بين يناير وفبراير، منها 13 حادثًا مميتًا أودى بحياة 85 شخصًا على الأقل. تتنوع هذه الحوادث بين اشتعال محركات الطائرات، تصادمات جوية، وتحطم طائرات صغيرة، ما أثار تساؤلات حول فاعلية إجراءات السلامة وتداعيات التخفيضات في موظفي إدارة الطيران الفيدرالية.
أبرز الكوارث الجوية في 2025
حادث دنفر المروّع:
اشتعلت النيران في محرك طائرة “أمريكان إيرلاينز” أثناء هبوطها الاضطراري بمطار دنفر (14 مارس)، ما أجبر 178 راكبًا على الإخلاء عبر أجنحة الطائرة وسط تصاعد الدخان، وأسفر عن إصابة 12 شخصًا.
تصادم واشنطن الدامي:
اصطدمت طائرة ركاب بمروحية عسكرية فوق نهر بوتوماك (29 يناير)، مما تسبب في انفجار هائل ومقتل جميع الركاب البالغ عددهم 67 شخصًا.
تحطم فيلادلفيا:
سقطت طائرة طبية شمال شرق المدينة (31 يناير)، محوّلة المنطقة إلى كرة نارية أتت على منازل ومركبات مجاورة.
الأسباب الكامنة وراء الأزمة
تقليص الكوادر البشرية:
خفضت إدارة ترامب 400 وظيفة في إدارة الطيران الفيدرالية، مما أثر على عمليات المراقبة الجوية.
ازدحام المجال الجوي:
تشابك مسارات الطائرات المدنية مع المروحيات العسكرية وطائرات الإطفاء، خاصة في مناطق مثل واشنطن ولوس أنجلوس.
تقلبات الطقس الحادة:
ساهمت الرياح العاتية والثلوج الكثيفة في تعقيد عمليات الهبوط، كما في حادث تورونتو (فبراير) حيث انقلبت طائرة بسبب رياح سرعتها 65 كم/س.
ضعف الصيانة:
تشير تحقيقات أولية إلى أعطال ميكانيكية في بعض الطائرات، مثل اشتعال المحركات دون سبب واضح.
تداعيات اقتصادية واجتماعية
تراجع ثقة المسافرين: أعلنت شركة “دلتا” انخفاضًا ملحوظًا في مبيعات التذاكر بنسبة 15% خلال الربع الأول.
ضغوط سياسية: تواجه إدارة ترامب انتقادات حادة بسبب تعاملها مع الأزمة، خاصة بعد تصريحات الرئيس التي قللت من خطورة الإحصائيات.
تُظهر هذه الأحداث تحولًا خطيرًا في ملف سلامة الطيران الأمريكي، حيث لم تعد الحوادث مقتصرة على الطائرات الصغيرة، بل طالت طائرات الركاب الكبرى، مما يستدعي تحقيقات عاجلة وإصلاحات هيكلية في قطاع يعتبر الأكثر أمانًا عالميًا.