تعيين “أبو الدرداء” قائداً عاماً للواء المدرعات الأول ضمن خطة إعادة الهيكلة
وسط تحولات جذرية في البنية العسكرية السورية، أفادت مصادر سورية بتعيين اللواء محمود أحمد المحمد، المعروف بلقب أبو الدرداء، قائداً عاماً للواء المدرعات الأول التابع لوزارة الدفاع السورية الجديدة.
يأتي هذا التعيين في سياق سلسلة إصلاحات أطلقتها سلطة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بهدف إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وتخفيف الطابع الطائفي الذي طغى على تركيبة الجيش خلال العقود الماضية.
إرث اللواء المدرعات الأول
اللواء المدرعات الأول، الذي يعود تشكيله إلى عهد نظام الأسد، كان جزءاً أساسياً من الفرقة المدرعة الحادية عشرة، المعروفة بمشاركتها الواسعة في عمليات القمع العسكري خلال سنوات الحرب الأهلية.
وقد اعتمدت الفرقة بشكل كبير على الدعم اللوجستي والمعدات الثقيلة المقدمة من إيران وروسيا، وكان لها دور بارز في العمليات التي استهدفت محافظات مثل إدلب وحماة.
محمود أحمد المحمد
اللواء محمود أحمد المحمد، المنحدر من منطقة رأس العين، يتمتع بخبرة ميدانية طويلة. شغل سابقاً منصب قائد اللواء 17 مشاة، قبل أن تتم ترقيته إلى قيادة الفيلق الثاني في يناير 2025.
وتُعتبر خلفيته “غير طائفية عشائرية” إحدى الدوافع وراء اختياره، في إطار توجه الحكومة الانتقالية لاعتماد ضباط يُنظر إليهم كرموز للتوازن الوطني، رغم استمرار شكوك حول ولاءات بعضهم السابقة للنظام السابق.
“أبو حسن 600″، من هو مرهف أبو قصرة وزير الدفاع السوري بحكومة الجولاني
محمد الجاسم أبو عمشة: من حرامي الزيتون إلى وجه بارز في النظام الجديد بسوريا
المصري عاصم راشد الهواري يتولى قيادة القوات الجوية السورية: من هو أبو القاسم بيت جن؟
خطوات للدمج والسيطرة
ضمن خطة إعادة الهيكلة، تبذل وزارة الدفاع جهوداً لدمج ما تبقى من اللواء الثامن والفيلق الخامس ضمن الهيكل الجديد للجيش، مع فرض سيطرة مركزية صارمة من دمشق. وتتركز هذه الجهود على نزع الأسلحة الثقيلة من الفصائل المسلحة الصغيرة، وإخضاعها للإشراف العسكري الرسمي.
تحديات ميدانية ومقاومة داخلية
رغم هذه الخطوات، لا تزال مجموعات موالية للأسد تنشط في مناطق مثل ريف دمشق وحلب، مستغلة الانقسامات داخل الوحدات المستحدثة. ففي أبريل 2025، نفذت عناصر تابعة للفرقة الرابعة السابقة هجوماً على مقر اللواء المدرعات الأول في ريف حمص، أسفر عن مقتل 12 جندياً، ما يعكس هشاشة السيطرة على الأرض.
تآكل القدرات اللوجستية
وفي تقرير صدر عن “معهد الدراسات الاستراتيجية” في لندن، تبين أن نحو 40% من المدرعات السورية خرجت من الخدمة بسبب نقص قطع الغيار، فيما تعتمد الوحدات الحالية على ذخائر تعود إلى الحقبة السوفيتية، ما يضعف من قدرة الجيش على تنفيذ مهامه بكفاءة.
آفاق وإشكاليات
يمثل تعيين اللواء المحمد محاولة لإعادة تشكيل الجيش السوري كجهاز مهني، لكن التحديات السياسية والاقتصادية تشكل عقبات حقيقية أمام هذه الطموحات.
وبينما تسعى الحكومة الانتقالية لاكتساب شرعية دولية عبر إصلاحات ظاهرية، تبقى الانقسامات الداخلية بين الضباط وتيارات النفوذ المتباينة مصدر قلق، مع توقعات بمزيد من الصراعات داخل المؤسسة العسكرية خلال المرحلة المقبلة.










