نفّذت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) غارة جوية جديدة شمال الصومال، في أحدث خطوة ضمن الحملة المتصاعدة ضد مسلحي تنظيم داعش، الذين بدأ نفوذهم بالامتداد إلى مناطق حضرية في إقليم بونتلاند شبه المستقل. وتعد هذه الغارة واحدة من سلسلة عمليات أمريكية، تجاوز عددها الألف خلال هذا العام، في إطار الحرب المستمرة على الإرهاب في القرن الأفريقي.
وقالت “أفريكوم” في بيان صدر الاثنين إن الغارة، التي نُفذت يوم الجمعة في منطقة بوساسو، أسفرت عن مقتل عنصر من حركة الشباب، دون تسجيل إصابات بين المدنيين. وأضاف البيان أن تنظيم داعش في الصومال أثبت مرارًا “إرادته وقدرته على مهاجمة القوات الأمريكية”، ما يستدعي استمرار العمليات لدعم القوات الصومالية والشركاء الإقليميين.
دعم إماراتي وأمريكي لبونتلاند
تشهد بونتلاند جهودًا أمنية مكثفة من قبل قواتها المحلية، مدعومة من كل من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، ما أفضى إلى مكاسب ميدانية ضد التنظيمات الإرهابية في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. وبحسب مسؤولين محليين، تستعد قوات بونتلاند لإطلاق المرحلة الثالثة من عملياتها العسكرية ضد داعش في جبال “كال-مسكاد”، ووجّهت تحذيرات للسكان المدنيين بعدم الاقتراب من مناطق العمليات.
ترامب: “حان الوقت ليختبئ الإرهابيون”
في سياق متصل، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحات حادة عبر منصة “تروث سوشيال”، مؤكداً أن الوقت قد حان ليختبئ “الإرهابيون” بعد أن أزال ما وصفه بـ”البيروقراطية الخطيرة” التي فرضتها إدارة بايدن، والتي –بحسب قوله– كانت تعيق تحرك القوات الأمريكية.
وكتب ترامب: “سيجد مقاتلونا، الأعظم في التاريخ، الإرهابيين ويقدّمونهم للعدالة العاجلة، تمامًا كما فعلنا مع داعش بقيادة الجنرال دانيال كين”.
“سندعم الشعب الصومالي الذي يجب ألا يسمح للحوثيين بالتغلغل، وهو ما يحاولون فعله حالياً.”
تحذيرات من تغلغل حوثي في الشمال
تصريحات ترامب جاءت وسط تقارير متزايدة عن محاولات تسلل وتعاون بين الحوثيين وبعض الجماعات المسلحة في القرن الأفريقي، وهو ما أثار قلق واشنطن وحلفائها في المنطقة. وفي هذا السياق، شدد ترامب على ضرورة منع الحوثيين من اتخاذ الصومال قاعدة خلفية، كما أكد على التزام بلاده بمحاربة الإرهاب ودعم استقرار دول القرن الأفريقي.
الوضع في الجنوب: معركة مفتوحة مع الشباب
وفي الجنوب، تواصل القوات الصومالية المدعومة من الولايات المتحدة عملياتها ضد حركة الشباب، التي ما تزال تمثل التهديد الأخطر للأمن الداخلي في البلاد. وتعهدت الحكومة الفيدرالية في مقديشو بالقضاء على التنظيم كليًا، وسط دعم دولي متصاعد.