تصعيد عسكري أمريكي ضد الحوثيين: غارات مكثفة تستهدف أربع محافظات يمنية
شهدت اليمن تصعيداً عسكرياً أمريكياً غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، حيث استهدفت المقاتلات الأمريكية معاقل جماعة الحوثي في أربع محافظات رئيسية هي صنعاء وصعدة ومأرب والجوف. جاءت هذه الضربات ضمن حملة جوية مكثفة بدأت منتصف مارس 2025، تزامناً مع تصاعد التوترات الإقليمية وتصريحات أمريكية بضرورة “تحييد التهديدات الحوثية” للملاحة الدولية.
صنعاء: استهداف القيادات والبنى التحتية العسكرية
ركزت الضربات الأمريكية على العاصمة صنعاء حيث نفذت 26 غارة جوية في ليلة واحدة، مستهدفة معسكر السواد (المقر السابق للحرس الجمهوري) في مديرية سنحان. وفقاً لمصادر محلية، أدت الانفجارات إلى تدمير كامل للمنشآت العسكرية وتضرر المناطق السكنية المجاورة. وفي تطور لاحق، استهدف الطيران الأمريكي مصنع السواري للسيراميك في بني مطر، الذي يمتلكه أحد قيادات الحوثيين البارزين، مما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة واستدعى تدخل فرق الإطفاء.
صعدة: ضربات تستهدف المعقل الشمالي
شنت المقاتلات الأمريكية 17 غارة جوية على محافظة صعدة، معقل الجماعة في أقصى الشمال. ركزت الضربات على مديريتي سحار وآل سالم، حيث دمرت مخازن أسلحة وأنفاقاً تحتية تستخدمها المليشيات. وأظهرت لقطات مصورة التقطها نشطاء محليون سحب دخان كثيفة تغطي سماء المدينة القديمة، بينما أفادت مصادر طبية بإصابة عشرات المدنيين جراء الشظايا المتطايرة.
مأرب والجوف: استهداف المحاور اللوجستية
في المحافظتين النفطيتين، استهدفت 23 غارة جوية مواقع استراتيجية تشمل مخازن الوقود ومراكز الاتصالات. في الجوف، دمرت الضربات معسكر محور الجوف الشمالي بمنطقة اليتمة، بينما طالت في مأرب مديرية مجزر ذات الأهمية الاستراتيجية على الحدود مع الجوف. وأدى تدمير خزانات الوقود في منطقة الصفراء إلى تسرب آلاف البراميل النفطية، مما شكل كارثة بيئية في المنطقة.
الرد الحوثي: تصعيد بحري وجوي
رداً على الغارات، أعلن الحوثيون تنفيذ عمليات عسكرية نوعية شملت إطلاق 18 صاروخاً باليستياً وطائرات مسيرة تجاه حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” في البحر الأحمر. كما استهدفوا مطار بن غوريون الإسرائيلي بصواريخ “ذو الفقار”، في تصعيد يُعتبر الأول من نوعه نحو الأراضي المحتلة منذ بدء المواجها.
تداعيات إنسانية ومخاوف دولية
أدت الحملة الجوية إلى تدمير بنى تحتية حيوية، حيث أفادت منظمات حقوقية بتضرر 12 منشأة صحية و3 مدارس في المناطق المستهدفة. وأدى انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء لمدة 72 ساعة إلى تعطيل خدمات المستشفيات، بينما حذر برنامج الأغذية العالمي من خطر مجاعة يهدد 5 ملايين يمني بسبب تعطل خطوط الإمداد.