في تطور ميداني لافت، أعلنت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر التابعة للقوات المسلحة السودانية، أنها تمكنت من تدمير أكثر من 40 مركبة قتالية تابعة لقوات الدعم السريع خلال معركة عنيفة دارت في معسكر زمزم جنوب مدينة الفاشر، بالتعاون مع المقاومة الشعبية والمستنفرين من أبناء المنطقة.
وأوضحت الفرقة في إيجاز صحفي نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أن العملية أسفرت أيضا عن تعطيل عدد من المركبات الأخرى، إلى جانب خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف المليشيا المتمردة، حيث تم إصابة أكثر من 70 عنصرا بجروح خطيرة، جرى نقلهم إلى مستشفيات كتم، كبكابية، والضعين، بينما فر عدد كبير منهم من محيط المعسكر.
ضربات إضافية وتسللات فاشلة
وكشفت الفرقة عن تنفيذ ضربة مدفعية دقيقة يوم الأحد، أسفرت عن تدمير خمس مركبات قتالية محملة بالأسلحة والذخائر جنوب شرق الفاشر، قبل أن تتمكن من دخول المدينة، مؤكدة مقتل تسعة من عناصر العدو في العملية.
وفي محاولة فاشلة جديدة، أحبطت القوات المسلحة عملية تسلل لقوات الدعم السريع جنوب غرب المدينة، حيث تم أسر مجموعة منهم وضبط معدات قتالية وأجهزة اتصالات كانت بحوزتهم.
قصف مدفعي على المدنيين
في المقابل، واصلت قوات الدعم السريع قصف مدينة الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها بالمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين الأبرياء، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، إلى جانب أضرار مادية جسيمة في المنازل والبنية التحتية، حسب ما أكدت الفرقة السادسة.
وضع إنساني مأساوي
من جهته، وصف وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة إقليم دارفور، بابكر حمدين، الوضع في الفاشر بأنه “مأساوي ومزري”، موضحا أن القصف العنيف المستمر على المدينة ومخيمات النازحين خلال الأيام الأربعة الماضية تسبب في سقوط ما لا يقل عن 320 قتيلا وجريحا مدنيا.
واتهم حمدين قوات الدعم السريع بـ”استهداف المدنيين والخدمات الأساسية”، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ونهبها، وممارسة سياسة التجويع والترهيب في المنطقة.
مطالبات بإدراج الدعم السريع “تنظيما إرهابيا”
وفي تصريح حاد، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن “ما يحدث من انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين لا يحتاج إلى مزيد من الأدلة”، مطالبا المجتمع الدولي بـإعلان رسمي يعتبر الدعم السريع تنظيما إرهابيا، داعيا إلى محاكمة قادته وملاحقتهم دوليا.
وأضاف مناوي في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقا): “إحراق مخيم زمزم وقتل أهله لا يعني انتصارا. إنها مجرد معركة، وقد انجلت، وسينتصر الجيش والمقاومة بالإرادة.”
في ختام بيانها، طمأنت الفرقة السادسة سكان مدينة الفاشر بأن الأوضاع تحت السيطرة، داعية إلى الحيطة والحذر، وعدم التجمهر في مناطق الاشتباكات، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن “الفاشر وأهلها لن يكونوا لقمة سائغة للميليشيات المتمردة”، وأن القوات المسلحة “على قلب رجل واحد” في سبيل حماية المدينة.