مقتل شخصين بينهما عنصر بحزب الله في غارة مسيّرة إسرائيلية تستهدف مركبة ببلدة عيترون جنوب لبنان
أفادت مصادر محلية لبنانية، اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، بمقتل شخصين أحدهما عنصر في حزب الله إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية لمركبة في بلدة عيترون بمحافظة بنت جبيل الجنوبية. جاءت هذه الغارة ضمن سلسلة تصاعدية للتوترات العسكرية على الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل، والتي تشهد تصعيداً متكرراً منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.
تفاصيل الغارة وآلية الاستهداف
أطلقت المسيّرة الإسرائيلية ثلاث صواريخ على مركبة من نوع “رابيد” عند مفرق سمخيا في عيترون، وفقاً لمراسلي وسائل إعلام لبنانية. أسفر الهجوم عن تدمير المركبة بالكامل واحتراقها، مع وقوع إصابات لم يُكشف عن هوية بعضها حتى اللحظة. أكدت مصادر مقرّبة من حزب الله أن أحد القتلى ينتمي إلى صفوفها، بينما لا تزال هوية الضحية الثانية قيد التحقق
ردود الفعل المباشرة على الحادث
صرّح المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن العملية استهدفت “عنصراً إرهابياً كان يعدّ لعمليات ضد إسرائيل”، مشيراً إلى أن الضربة تأتي في إطار منع إعادة انتشار الحزب في المناطق المحاذية للحدود. من جانبه، وصف حزب الله الهجوم بأنه “جريمة حرب تستديم العداء”، مع وعد بالرد في التوقيت المناسب.
سياق تصاعدي: عيترون بؤرة المواجهات المتكررة
تشكّل بلدة عيترون نقطة استراتيجية في الخريطة العسكرية لجنوب لبنان، حيث شهدت منذ أكتوبر 2023 أكثر من 17 غارة جوية إسرائيلية وفق إحصاءات الأمم المتحدة. من أبرزها:
حزيران 2024: استهداف مقهى ومحطة وقود
في 9 يونيو 2024، أطلقت طائرات إسرائيلية صاروخين على مقهى داخل محطة وقود بالبلدة، مما أدى إلى مقتل مدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية. ردّ حزب الله آنذاك بقصف مركز قيادة عسكري إسرائيلي بصواريخ “فلق-2” لأول مرة.
أغسطس 2024: تصفية عناصر بارزة
شهدت البلدة في 16 أغسطس 2024 تصفية القيادي في الحزب “خليل فارس” خلال غارة على دراجة نارية، مما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية.
تحليل عسكري: استراتيجية الضربات الدقيقة
يعتمد الجيش الإسرائيلي مؤخراً على تقنية “الاغتيالات الجراحية” باستخدام مسيّرات مسلحة من طراز “هيرون TP” المجهزة بصواريخ “سبايسر”، والتي تسمح بضرب أهداف متحركة بدقة تصل إلى 95% وفق تقارير دولية. تعكس هذه الاستراتيجية تحولاً تكتيكياً نحو تقليل الخسائر البشرية المباشرة مع زيادة الضغط النفسي على خصومها.
تداعيات إنسانية: نزوح متجدد واقتصاد منكوب
أدت الهجمات المتكررة إلى نزوح 85% من سكان عيترون البالغ عددهم 12 ألف نسمة، وفق إحصائيات المفوضية العليا للاجئين. كما دمرت 40% من بساتين الزيتون التي تشكل مصدر الدخل الرئيسي للمنطقة.
خلفية الصراع: من اتفاق 2006 إلى تصاعد 2023
تندرج المواجهات الحالية ضمن انتهاكات متبادلة للقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب يوليو 2006. تشير وثائق مسربة من الأمم المتحدة إلى 3200 خرق إسرائيلي مقابل 2700 انتهاك للحزب منذ يناير 2024. يأتي التصعيد الأخير في سياق:
المماحكات السياسية حول ترسيم الحدود
تتزامن الضربات مع مفاوضات غير مباشرة حول حقول الغاز البحري، حيث تسعى إسرائيل لربط أي تسوية بضمانات أمنية تمنع انتشار الحزب بالقرب من المناطق المتنازع عليها.
السيناريوهات المستقبلية: بين التصعيد والحل الدبلوماسي
يرى مراقبون أن استمرار العمليات العسكرية المحدودة يشكل “صمام أمان” لكلا الطرفين لتجنب الحرب الشاملة، لكن مخاوف تبقى قائمة من انزلاق غير محسوب نحو مواجهة أوسع، خاصة مع تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي أخيراً عن “استكمال الاستعدادات لهجوم شامل.
دور الوساطات الدولية: جهود أميركية-فرنسية متعثرة
تبذل بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) جهوداً مكثفة لاحتواء الأزمة، بالتعاون مع مبعوثي واشنطن وباريس. لكن مصادر دبلوماسية تشير إلى تعنت الطرفين في شروط وقف إطلاق النار الدائم.