وسط تصاعد الحديث عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن سيناريو محتمل قد تلجأ فيه إسرائيل إلى تنفيذ عملية اغتيال تستهدف أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، في خطوة تهدف إلى عرقلة أي تفاهم نووي مرتقب بين إيران والولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، نقلًا عن مصادر في مركز أبحاث أمني، أن إسرائيل قد تمضي قدمًا في تنفيذ خطة لاغتيال حاجي زاده، في حال شعرت بأن الإدارة الأمريكية بصدد التوصل إلى اتفاق “ضعيف” لا يلبي مخاوفها الأمنية من البرنامج النووي الإيراني.
تصعيد استخباراتي… لتأجيل الدبلوماسية؟
بحسب التحليلات، ترى بعض الأوساط الأمنية في إسرائيل أن اغتيال شخصية رفيعة مثل حاجي زاده، الذي يُعتبر مهندس القوة الصاروخية الإيرانية، قد يؤدي إلى استفزاز طهران للرد عسكريًا، ما يُخرج المفاوضات عن مسارها، ويمنح إسرائيل الغطاء الدولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وتُضيف الصحيفة أن مثل هذا السيناريو جرت مناقشته جديًا في أكتوبر/تشرين الأول 2024، عقب الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر الثاني على إسرائيل. إلا أن الحكومة الإسرائيلية اكتفت حينها بتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومنشآت لإنتاج الصواريخ الباليستية، دون اللجوء إلى استهداف حاجي زاده مباشرة.
حاجي زاده في دائرة الاستهداف
ويُعد أمير علي حاجي زاده شخصية محورية في المؤسسة العسكرية الإيرانية، إذ يقود القوة المسؤولة عن إطلاق أكثر من 400 صاروخ باليستي نحو إسرائيل خلال المواجهة الأخيرة، ويُعتقد أنه يمتلك دورًا مؤثرًا في تطوير قدرات إيران العسكرية غير التقليدية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة.
لذلك، ترى تل أبيب أن تحييده يمثل ضربة استراتيجية لإيران، قد تؤخر قدرتها على الرد في حال تم توجيه ضربة استباقية ضد منشآتها النووية.
الاغتيال كأداة سياسية
في السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق تحذيره من أن “أي مفاوضات أمريكية مع إيران يجب أن تُبنى على تنازلات واضحة، تضمن إنهاء البرنامج النووي بشكل حاسم”، مشددًا على أن عدم استخدام أدوات ضغط قوية، بما فيها الاغتيالات، قد يمنح إيران وقتًا ثمينًا لتوسيع قدراتها النووية.
تصعيد أم تهويل؟
ورغم جدية الطرح، يرى بعض المحللين أن تسريب مثل هذا السيناريو للإعلام قد يكون أيضًا جزءًا من حرب نفسية تهدف إلى الضغط على واشنطن لعدم التسرع في توقيع اتفاق مع طهران. فتنفيذ عملية اغتيال بهذا الحجم ليس فقط مخاطرة أمنية، بل قد يؤدي إلى انفجار واسع النطاق في المنطقة، قد لا تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة على استعداد لتحمّل تبعاته في الوقت الراهن.
هل تلجأ إسرائيل إلى الاغتيال لإفشال تقارب أمريكي-إيراني؟