الإمارات تنفي مشاركتها في محادثات حول هجوم بري محتمل ضد الحوثيين في اليمن
نفت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل قاطع، يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مشاركتها في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري محتمل لفصائل عسكرية في اليمن تستهدف جماعة الحوثيين. وجاء هذا النفي عبر تصريحات لـلانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، التي وصفت تلك التقارير بأنها “مزاعم غريبة ولا أساس لها من الصحة.
تفاصيل التقارير المتناقَلة وردود الفعل الرسمية
أشارت تقارير إعلامية سابقة لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن فصائل يمنية موالية للتحالف العربي تخطط لشن هجوم بري على مواقع الحوثيين بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، مستفيدةً من الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة منذ مارس ونقلت الوكالات عن مصادر مجهولة ادعاءات بأن مسؤولين إماراتيين ناقشوا هذه الخطط مع نظرائهم الأمريكيين، في محاولة لتعزيز الضغط العسكري على الحوثيين.
السياق الإقليمي: تصعيد عسكري وتداعيات اقتصادية
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة المواجهات في اليمن، حيث شنت الولايات المتحدة أكثر من 500 غارة جوية منذ منتصف مارس الماضي، وفقاً لبيانات البنتاغون، بهدف تعطيل قدرات الحوثيين على استهداف الملاحة البحرية. وقد أعلنت الجماعة، المدعومة إيرانياً، عن تنفيذ أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، مما أدى إلى انحراف 70% من حركة الشحن العالمية عن الممر المائي الحيوي.
الإمارات واستراتيجية تجنب التورط الميداني
يُعتقد أن نفي الإمارات يأتي في إطار سياستها الرامية إلى تجنب الانخراط المباشر في العمليات البرية باليمن، خاصة بعد إعلانها سحب قواتها عام 2019 والتركيز على الدعم اللوجستي والسياسي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وتشير تحليلات أمنية إلى أن أبوظبي تفضل الاعتماد على وكلاء محليين وحلفاء إقليميين للحفاظ على نفوذها دون تحمل تكاليف عسكرية باهظة.
ردود الفعل الدولية وتداعيات محتملة
من جهتها، لم تعلق الإدارة الأمريكية رسمياً على هذه الأنباء، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن واشنطن تعتمد على “شبكة معقدة من التحالفات” لمواجهة التهديدات في المنطقة. فيما حذرت روسيا من أن أي تصعيد بري قد يؤدي إلى “توسيع رقعة الحرب” وتأجيج التوترات الإقليمية.
يُذكر أن هذه التطورات تزامنت مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد فيها بـ”إنزال الجحيم” على الحوثيين إذا استمروا في هجماتهم، بينما أعلنت الجماعة عن تطوير صواريخ باليستية متطورة قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي السعودية والإماراتية.










