البنك المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 2.25% للمرة الأولى منذ 4 سنوات
في خطوة مفاجئة، أعلن البنك المركزي المصري اليوم الخميس 17 أبريل 2025 خفض أسعار الفائدة الأساسية بواقع 225 نقطة أساس (2.25%)، ليصل سعر عائد الإيداع لليلة الواحدة إلى 25% وسعر الإقراض إلى 26%، بينما استقر سعر العملية الرئيسية عند 25.50%.يمثل هذا القرار أول تخفيض في أسعار الفائدة منذ نوفمبر 2020، ويأتي في أعقاب تراجع معدل التضخم السنوي إلى 13.6% في مارس 2025 من ذروة بلغت 24% مطلع العام.
تفاصيل القرار وآثاره المباشرة
شمل القرار خفض سعر الائتمان والخصم إلى 25.50%، وفقاً لبيان لجنة السياسة النقدية. يأتي هذا التحرك بعد 53 شهراً من التثبيت النقدي، حيث كانت آخر عملية خفض في نوفمبر 2020 بنسبة 0.5%. ويرتبط القرار الجديد بتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 4.3% خلال الربع الأول من 2025، مدعوماً بقطاعات الصناعة التحويلية غير البترولية والتجارة والسياحة.
العوامل المحلية والدولية الدافعة للخفض
أرجع البنك المركزي قراره إلى تراجع التضخم الأساسي إلى 9.4% في مارس 2025، وهو الأدنى منذ 3 سنوات، مع انخفاض تضخم السلع الغذائية من 45% إلى 6.6% خلال العام الماضي. على الصعيد العالمي، ساهمت انخفاضات أسعار النفط بنسبة 30% منذ يناير 2025، وتراجع التوترات التجارية الدولية في تهيئة المناخ لسياسة نقدية أكثر مرونة.
تداعيات القرار على القطاعات الاقتصادية
من المتوقع أن يؤدي التخفيض إلى تخفيف أعباء الديون على الشركات بنسبة 15%، مع إمكانية زيادة الاستثمارات الصناعية بنحو 5 مليارات جنيه خلال الربع الثاني. في قطاع التجزئة، قد تشهد أسعار السلع المعمرة انخفاضاً طفيفاً بنسبة 3-5% مع انخفاض تكلفة التمويل. كما يُتوقع أن ينعكس القرار إيجاباً على سوق الأوراق المالية من خلال جذب استثمارات أجنبية جديدة تقدر بـ500 مليون دولار.
السياق التاريخي ومستقبل السياسة النقدية
يأتي هذا التخفيض بعد سلسلة من 8 اجتماعات تثبيت نقدي خلال 2024، حيث حافظ البنك المركزي على أسعار فائدة مرتفعة بلغت 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض. تشير توقعات المحللين إلى إمكانية حدوث 3 تخفيضات إضافية بنهاية 2025، قد تصل بمجملها إلى 6.75%، مع استهداف تحقيق معدل تضخم 7% (±2%) بحلول الربع الرابع 2026.
ردود الفعل والتحذيرات
حذر اقتصاديون من مخاطر التسارع في دورة التيسير النقدي، مشيرين إلى أن معدل التضخم لا يزال أعلى من المستهدف بنسبة 48%. من ناحية أخرى، رحبت غرف التجارة الصناعية بالقرار، مع توقعها انخفاض تكاليف الإنتاج الصناعي بنسبة 8-10% خلال الأشهر الستة المقبلة.
الآفاق المستقبلية لأسعار الفائدة
تتوقع وزارة المالية المصرية استمرار الاتجاه النزولي لأسعار الفائدة مع تحسن مؤشرات المالية العامة، حيث من المقرر خفض عجز الموازنة إلى 6.5% من الناتج المحلي بنهاية 2025. ومع ذلك، يحذر صندوق النقد الدولي من مخاطر التسرع في التخفيضات قبل استقرار توقعات التضخم عند المستويات المستهدفة.
التوصيات الاستثمارية في ظل المتغيرات الجديدة
ينصح الخبراء المستثمرين بالتركيز على قطاعات الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة، التي من المتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 12-15% خلال العام الجاري. كما تُشجع الاستثمارات في السندات الحكومية ذات الآجال المتوسطة، مع توقع انخفاض عوائدها بنسبة 3-4% مع استمرار دورة التخفيضات.
خاتمة
يمثل خفض أسعار الفائدة 2.25% تحولاً استراتيجياً في السياسة النقدية المصرية، يعكس ثقة السلطات في استقرار المؤشرات الاقتصادية الكلية. بينما تبقى التحديات قائمة في إدارة التوازن بين تحفيز النمو والتحكم في التضخم، تشير التطورات الأخيرة إلى بداية مرحلة جديدة من المرونة النقدية المدعومة بتحسن البيئة الاقتصادية المحلية والدولية.










