الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيراني إلى الصين
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء 16 أبريل 2025، عن فرض عقوبات جديدة تستهدف شبكة توريد النفط الإيراني، بما في ذلك شركة تكرير صينية مستقلة وعدد من الناقلات التابعة لـ”أسطول الظل” الإيراني. وجاءت هذه الإجراءات في إطار سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب لحرمان طهران من عائدات الطاقة.
تفاصيل العقوبات على الشركة الصينية و”أسطول الظل”
شملت العقوبات شركة شاندونغ شينغكسينغ للكيماويات، وهي مصفاة صغيرة مستقلة (تُعرف محلياً باسم “مصافي التيكوت”) تقع في مقاطعة شاندونغ شرق الصين. واتهمتها وزارة الخزانة الأمريكية بشراء ما يزيد عن مليار دولار من النفط الخام الإيراني خلال الفترة الماضية، بما في ذلك شحنات تم توريدها عبر شركة وهمية تابعة لفيلقد القدس الإيراني.كما طالت العقوبات 30 ناقلة نفط تُستخدم في نقل النفط الإيراني ضمن أسطول الظل، الذي تعتمد عليه طهران لتفادي الرقابة الدولية.
السياق الاستراتيجي للعقوبات وتصريحات المسؤولين
أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن هذه الإجراءات تهدف إلى “تعطيل سلسلة توريد النفط الإيرانية التي تمول الأنشطة المزعزعة للاستقرار”، مشيراً إلى أن أي كيان يتعامل مع النفط الإيراني يعرّض نفسه لـ”مخاطر جسيمة”. من جانبها، وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس العقوبات بأنها “جزء من استراتيجية متكاملة لخفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر”.
ردود الفعل الصينية والإيرانية
لم تعلق الحكومة الصينية بشكل رسمي، لكن مصادر في قطاع التكرير أشارت إلى أن بكين لا تعترف بالعقوبات الأحادية الجانب، وأنها ستواصل استخدام العملة المحلية (اليوان) في تعاملاتها مع طهران. من جهتها، نفت شركة النفط الوطنية الإيرانية انخفاض صادراتها، مؤكدة أن لديها “شبكة مرنة” لضمان تدفق الشحنات
تداعيات اقتصادية ومستقبل المفاوضات النووية
أدت العقوبات إلى ارتفاع تكاليف شحن النفط الإيراني بنسبة 50%، حيث بلغت تكلفة استئجار الناقلات غير الخاضعة للعقوبات 6 ملايين دولار للرحلة الواحدة. يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع استئناف المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في عُمان، حيث من المقرر عقد جولة جديدة في روما نهاية الأسبوع
خلفية تاريخية: سلسلة العقوبات الأمريكية
تشكل هذه العقوبات استمراراً لسلسلة إجراءات أمريكية بدأت في 11 أبريل بفرض عقوبات على شركة غوانغشي تشوشان للطاقة الصينية و30 ناقلة نفط. كما شهد مارس 2025 فرض عقوبات على شبكة شحن إيرانية-هندية كان لها دور في تمويل البرنامج النووي الإيراني.
يُذكر أن الصين تعتبر المشتري الأكبر للنفط الإيراني، حيث تستورد ما يقارب مليون برميل يومياً عبر قنوات غير رسمية، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.










