في تطور جديد ضمن الصراع الجيوسياسي المتصاعد في البحر الأحمر، اتخذت الولايات المتحدة موقفًا تصعيديًا باتهام شركة “تشانغ قوانغ” الصينية لتكنولوجيا الأقمار الصناعية بتقديم دعم مباشر لجماعة الحوثي اليمنية، عبر تزويدها بصور فضائية عالية الدقة استخدمت في استهداف السفن التجارية والعسكرية.
الخلفية الاستراتيجية للاتهامات
تصاعد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
منذ نوفمبر 2023، كثفت جماعة الحوثي هجماتها في البحر الأحمر، مستهدفةً السفن المرتبطة بإسرائيل والدول الغربية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، وذلك بدعم إيراني وفقًا لتقارير استخباراتية غربية. وردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية متكررة على مواقع حوثية في اليمن.
الدور الصيني المزعوم
تشير تقارير أمريكية إلى أن الحوثيين اعتمدوا على صور أقمار صناعية دقيقة وفرتها شركة “تشانغ قوانغ”، وهي شركة صينية مدنية ذات صلات وثيقة بالجيش الصيني عبر برنامج “الاندماج العسكري-المدني”، ما يمنح بكين نفوذًا مباشرًا على البيانات التي تجمعها.
تفاصيل الاتهامات الأمريكية
التصعيد السياسي والقانوني
في 17 أبريل 2025، صرّحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن الشركة الصينية قدمت “دعماً استخباراتيًا مباشرًا للإرهاب”، في إشارة إلى علاقتها بالحوثيين، وأكدت أن الولايات المتحدة أبلغت الصين بمخاوفها مرارًا دون رد يُذكر.
القدرات التقنية للشركة
تملك “تشانغ قوانغ” حاليًا أسطولًا من 100 قمر صناعي، مع خطط لتوسيعه إلى 300 قمر بحلول نهاية 2025، مما يتيح تغطية شاملة لكوكب الأرض كل عشر دقائق. وتعتمد الأقمار على تقنيات تصوير طيفي متعددة وتقنية الرادار ذي الفتحة الصناعية (SAR)، القادرة على إنتاج صور دقيقة حتى في الظلام أو خلف الغيوم.
الجذور الإيرانية – الصينية للتعاون
ترجع العلاقة غير المباشرة بين الصين والحوثيين إلى تعاون بكين مع طهران منذ عام 2023، حين طلبت إيران دعمًا صينيًا في مجال المراقبة الفضائية. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية “الحزام والطريق”، التي تهدف لتعزيز النفوذ الصيني في الممرات البحرية الحيوية، ومنها البحر الأحمر.
ردود الفعل الدولية
الموقف الصيني
نفت السفارة الصينية في واشنطن الاتهامات، ووصفتها بأنها “افتراءات سياسية تهدف إلى تشويه التعاون السلمي لتكنولوجيا الفضاء”، فيما التزمت الحكومة الصينية الصمت الرسمي، متبعة نهج “الإنكار المرن” لتجنب التصعيد الدبلوماسي.
الدعم الغربي والانقسام الدولي
أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للموقف الأمريكي، داعيًا إلى تحقيق دولي شفاف. في المقابل، التزمت روسيا الصمت، استمرارًا لنهجها الداعم لإيران في الشرق الأوسط.
تأثيرات على الأمن البحري العالمي
أدت الهجمات الحوثية إلى اضطراب 12% من حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، ما رفع تكاليف التأمين البحري بنسبة تصل إلى 40%، وفق تقديرات شركة “لويدز”. واستغلت واشنطن الاتهامات لتبرير ضربات جديدة، من بينها استهداف ميناء “رأس عيسى” النفطي الذي يمثل موردًا ماليًا هامًا للحوثيين.
الأقمار الصناعية كسلاح استراتيجي
تستخدم “تشانغ قوانغ” تقنيات تصوير دقيقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُعالج في مركز “تيانجين” الفضائي بإشراف عسكري صيني، ضمن مشروع “شيخو” (信息主导) الذي يسعى لفرض الهيمنة المعلوماتية الصينية عالميًا. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة لتوسيع تحالف “الفضاء الآمن” مع الناتو للحد من النفوذ الفضائي الصيني.
إذا أحببت، يمكنني تجهيز نسخة مختصرة للنشر الصحفي، أو نسخة مخصصة لموقع إلكتروني أو تقرير بحثي.










