رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصحفي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي خلال جلسة الخميس 17 أبريل، والذي أدان الهجمات الوحشية التي تتعرض لها مدينة الفاشر ومعسكرات النازحشين المحيطة بها، معتبرة أن تلك الاعتداءات تستهدف المدنيين بصورة أساسية وعلى أسس عرقية، مما يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الخارجية السودانية، في بيان صحفي صادر اليوم، أنها تلقت البيان باهتمام بالغ، مثمنة ما ورد فيه من إدانة صريحة لمليشيا الدعم السريع، وتحديدا لهجماتها المتكررة على معسكري زمزم وأبوشوك للنازحين، ومطالبة مجلس الأمن بمحاسبة المليشيا على تلك الانتهاكات الجسيمة، بالإضافة إلى دعوته الواضحة لرفع الحصار فورا عن مدينة الفاشر والتوقف عن مهاجمتها، وفق ما نص عليه قرار المجلس رقم 2736 (2024).
دعوة لتفعيل القرارات الدولية
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات أكثر فعالية لتنفيذ القرار 2736، بعد مرور قرابة عام على صدوره، مشيرة إلى أن مليشيا الدعم السريع لم تظهر أي التزام بالمطالبات الدولية، بل قابلتها بتصعيد للهجمات، واستهداف متزايد لمعسكرات النازحين ومنع وصول الإمدادات الإنسانية للفاشر، في سياق ما وصفته بـ”حملة إبادة جماعية ضد مجتمعات دارفور”، تنفذها المليشيا بدعم من راعيتها الإقليمية، والتي لم يسمها البيان.
وقالت الخارجية: “لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات ملموسة ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بما يرسخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب”، مشددة على أهمية محاسبة قيادات المليشيا ومن يقف وراءها إقليميا.
بيان مجلس الأمن: إدانة ودعوة للمحاسبة
وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أعربوا، في بيانهم الصحفي، عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر شمال دارفور، وأدانوا بشدة الهجمات المتكررة التي شنتها قوات الدعم السريع على المدينة ومعسكري زمزم وأبوشوك للنازحين.
ووفقا للبيان، فإن الهجمات الأخيرة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص، بينهم أطفال، إضافة إلى 11 من العاملين في المجال الإنساني. وطالب أعضاء المجلس بمساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم، مذكرين بقرارهم رقم 2736، وداعين إلى الوقف الفوري للقتال، ورفع الحصار عن الفاشر، والامتثال للالتزامات الدولية، بما في ذلك ما جاء في “إعلان جدة”.
التزام بسيادة السودان ودعوة لحوار سياسي شامل
كما أكد أعضاء مجلس الأمن التزامهم القوي بسيادة السودان ووحدة أراضيه، داعين جميع أطراف الصراع إلى احترام العاملين في المجال الإنساني، وضمان الوصول الآمن وغير المقيد للإغاثة في جميع أنحاء البلاد.
وشدد البيان على ضرورة استغلال المحادثات غير المباشرة التي تقودها الأمم المتحدة كفرصة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبداية مسار سياسي شامل بقيادة سودانية.
وفي ختام البيان، حث أعضاء المجلس جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على الامتناع عن التدخلات الخارجية التي من شأنها تأجيج الصراع، والعمل بدلا من ذلك على دعم الجهود الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.










