في صورة تكشف مخطط إثيوبيا للاطاحة بالنظام الإريترتي في أسمرة، أعلنت حركة لواء نحميدو المعارضة الإريترية افتتاح مكتب رسمي لها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ليكون بمثابة “مكتب مركزي عسكري” في إطار ما وصفته بقيادة المرحلة القادمة من عملها ضد نظام الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، المستمر في السلطة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقالت قيادة الحركة في مراسم الافتتاح، التي وثقتها عبر مقطع فيديو نشر على منصات التواصل، إن هذا المكتب يمثل انطلاقة جديدة لـ”اللواء المتفكك”، ويأتي كخطوة أولى نحو إنشاء مراكز عسكرية ودبلوماسية في الأراضي الإثيوبية، في ما يبدو تحولا نوعيا في نشاط المعارضة الإريترية بالخارج.
نقطة تحول في المشهد المعارض الإريتري
وبحسب أتوبييني جبري إيزيار، أحد القادة الميدانيين في لواء نحميدو، فإن المكتب الجديد سيكون بمثابة “مركز الاتصال الوحيد” لنشاطات الحركة، خاصة في ظل ما وصفه بـ”تفكك البنية التنظيمية للمعارضة”. وأشار إلى أن ممثلي اللواء أجروا محادثات مع الحكومة الإثيوبية لضمان وجود آمن للحركة وتوفير غطاء سياسي ودبلوماسي لأنشطتها.
وتزامن افتتاح المكتب مع اجتماع سابق عقده وفد من المعارضة الإريترية في أديس أبابا، ما يؤكد تنامي العلاقات بين بعض أجنحة المعارضة الإريترية والسلطات الإثيوبية.
الثورة الزرقاء: هوية نحميدو ومواجهاته العالمية
تعرف حركة “لواء نحميدو” بـالقمصان الزرقاء التي يرتديها أنصارها، وبرزت عالميا تحت مسمى “الثورة الزرقاء”، خصوصا في الجاليات الإريترية بأوروبا وأمريكا الشمالية.
بدأت الحركة نشاطها عبر تعطيل الفعاليات والمهرجانات المؤيدة للحكومة الإريترية في دول مثل ألمانيا والسويد والمملكة المتحدة وكندا، متهمة إياها بأنها أدوات “دعائية” للنظام، تستخدم لجمع الأموال وتجنيد الدعم لصالح نظام أفورقي.
وقد أدى ذلك إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في عدد من المدن، راح ضحيتها عدد من الأشخاص، واعتقل على إثرها أفراد من الجالية الإريترية، بينما اعتبرت السلطات الألمانية اللواء منظمة إرهابية محلية، وبدأت في ملاحقة أعضائه قانونيا.
أهداف الحركة ومعارضتها للنظام
رغم أن أنشطة نحميدو بدأت تحت شعار “إيقاف المهرجانات المؤيدة للنظام”، إلا أن الهدف المعلن حاليا للحركة بات واضحا، ويتمثل في “إسقاط نظام إسياس أفورقي”، الذي تحكم بلاده دون انتخابات منذ تأسيس إريتريا كدولة مستقلة.
وتواجه حكومة أفورقي اتهامات أممية ودولية جسيمة بانتهاك حقوق الإنسان، تشمل اعتقال المعارضين والصحفيين دون محاكمة، وتكريس الخدمة العسكرية الإلزامية إلى أجل غير مسمى، وهي السياسات التي دفعت مئات الآلاف من الإريتريين إلى الهجرة واللجوء السياسي.
العلاقات الإثيوبية – الإريترية على المحك؟
يفتح افتتاح مكتب “نحميدو” في أديس أبابا الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا، التي شهدت تقلبات حادة خلال العقود الماضية.
ففي الوقت الذي لم تصدر فيه الحكومة الإثيوبية بعد موقفا رسميا، فإن سماحها للحركة بفتح مكتب بهذا الطابع قد يفسر كنوع من الضغط السياسي على أسمرة، أو كخطوة لتعزيز توازن القوى في القرن الإفريقي.










