أشاد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام بـ”الجهود الاحترافية” التي يبذلها الجيش اللبناني، لا سيما مديرية المخابرات، بعد نجاحها في تنفيذ عملية استباقية نوعية جنوب البلاد أحبطت من خلالها التحضير لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وفي بيان صادر عن رئاسة الحكومة، ثمن سلام هذا الإنجاز، مؤكدا أن “الجيش اللبناني، ومعه مختلف الأجهزة الأمنية، يثبتون مجددا أنهم الضامن الأول للأمن والاستقرار في البلاد”، مشيرا إلى أهمية “التركيز على الأمن الوقائي لمواجهة أي محاولات تهدف إلى جر لبنان نحو مغامرات عسكرية أو زعزعة استقراره الداخلي”.
قرار الدولة لا ينازع
وفي مواقف واضحة، شدد رئيس الحكومة على أن قرار الحرب والسلم محصور بالدولة اللبنانية، معتبرا أنها الجهة الوحيدة “المخولة دستوريا وقانونيا بامتلاك السلاح وبسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية”.
وقال سلام: “العمل الذي يقوم به الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى هو تجسيد فعلي لالتزام الحكومة ببنود بيانها الوزاري، وعلى رأسها استعادة السيادة الوطنية والحد من أي محاولات للعبث بأمن لبنان أو استخدام أراضيه كمنصة لتصفية حسابات خارجية”.
تفاصيل العملية الأمنية
وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، قد أعلنت في بيان سابق أن معلومات استخباراتية دقيقة توفرت لمديرية المخابرات بشأن مخطط لإطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني.
وعلى أثر ذلك، نفذت قوة من الجيش، مدعومة بوحدة عسكرية، مداهمة في منطقة صيدا – الزهراني، حيث تم ضبط عدد من الصواريخ ومنصات إطلاقها، إلى جانب توقيف عدد من المتورطين في العملية.
وأكدت القيادة أن التحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص، مشددة على استمرار العمل الاستباقي “لمنع أي خرق أمني يهدد الاستقرار الوطني أو يعرض لبنان لعواقب دولية”.
رسالة سياسية وأمنية
يرى مراقبون أن تصريحات نواف سلام، التي جاءت في توقيت دقيق تشهده المنطقة من توترات، تمثل رسالة مزدوجة: أمنية موجهة للداخل للتأكيد على دور الدولة، وسياسية للخارج تبرز رفض لبنان الانجرار إلى صراعات إقليمية لا تخدم مصلحته.