في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، عبر وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، عن إحباط بلاده من بطء المفاوضات، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدوحة لا تزال ملتزمة بدورها في الوساطة، رغم التعقيدات المتزايدة في المشهد الإقليمي.
قطر ترد على نتنياهو: “مجرد ضجيج”
في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر الخليفي أن الانتقادات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مجرد ضجيج” سياسي، مشددا على رفض بلاده للمزاعم التي تفيد بقيام قطر بـ”التحريض في الجامعات الأمريكية”، وواصفا إياها بأنها “ادعاءات لا أساس لها”.
استمرار المشاورات بين حماس والوسطاء
بالتزامن مع التصريحات القطرية، تواصل حركة حماس دراسة المقترحات المقدمة من الوسيطين المصري والقطري، والتي تتضمن خطة مرحلية للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، يعقبه بدء مفاوضات حول هدنة دائمة.
مصادر مطلعة أكدت أن الجهود المشتركة للدوحة والقاهرة تهدف لتحقيق هدفين رئيسيين: وقف نزيف الدم الفلسطيني، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني منذ أشهر من أوضاع إنسانية كارثية.
تعقيدات على الأرض وشروط إسرائيلية صارمة
ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية، وفرضت حصارا كاملا على القطاع، مانعة دخول المساعدات. ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، لا يزال هناك 58 إسرائيليا محتجزين في غزة، يعتقد أن 34 منهم قد لقوا مصرعهم.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أربعة شروط أساسية تضعها تل أبيب لوقف الحرب، وهي إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وإخراج حركة حماس كليا من حكم غزة وتجريد القطاع من السلاح وإبعاد قادة حماس إلى الخارج.
حماس ترفض الشروط وتربط الاتفاق بوقف الحرب
في المقابل، ترفض حركة حماس الشروط الإسرائيلية، وتصر على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من القطاع. كما رفضت الحركة تجزئة صفقة تبادل الأسرى أو شروط الإبعاد ونزع السلاح، واعتبرت أن المقترحات الإسرائيلية “لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني”.
مفاوضات في مأزق
رغم التحركات المكثفة التي تقودها قطر ومصر، لا تزال المفاوضات متعثرة في ظل تشدد المواقف بين الطرفين. وبينما تؤكد قطر التزامها بالوساطة، فإن بطء التقدم وزيادة التصعيد الميداني يهددان بانهيار الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب، ما يضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل قطاع غزة وأي أمل في تسوية قريبة.










