شهدت الكنيسة المشيخية بمنطقة جبل في جوبا عصمة جنوب السودان، صباح اليوم، حادثة غير مسبوقة حينما أقدم المصلون على طرد وزير السلام في حكومة جنوب السودان، ستيفن فار، من حرم الكنيسة، عقب محاولته إعلان نفسه رئيسا مؤقتا للحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة (SPLM-IO)، خلفا للدكتور رياك مشار المعتقل حاليا.
ووفقا لمصادر مطلعة حضرت الواقعة، فإن الوزير ستيفن فار، الذي يعد من الوجوه البارزة داخل جناح المعارضة، حاول استغلال التجمع الديني لصالح أهداف سياسية، حيث دعا من منبر الكنيسة إلى دعمه كخلف مؤقت لرياك مشار، إلا أن ردة فعل المصلين جاءت قوية ورافضة بشدة، واندلعت على إثرها حالة من الفوضى انتهت بإخراجه من الكنيسة تحت حماية حراسته الشخصية.
رفض شعبي وتنظيمي
الخطوة التي قام بها فار أثارت سخرية واستياء الحاضرين، الذين اعتبروا أن توقيتها ومكانها غير لائقين، إلى جانب كونها محاولة “مكشوفة” للالتفاف على الشرعية التنظيمية للحركة الشعبية – المعارضة.
كما أبدت بعض قيادات الحركة رفضها الصريح لما قام به الوزير، معتبرين أن ما حدث يعد تجاوزا خطيرا للانضباط التنظيمي، ومحاولة لخلق شرخ داخل صفوف المعارضة في وقت تمر فيه البلاد بأزمة سياسية معقدة.
خلفيات الطموح السياسي
وبحسب مصادر سياسية قريبة من الوزير، فإن ستيفن فار كان يأمل في أن تقود هذه الخطوة إلى تمهيد طريقه للترشح كنائب أول للرئيس، في حال استمرار غياب ريالك مشار، إلا أن النتائج جاءت عكسية، وسط إدانات واسعة حتى داخل أروقة المعارضة.
أزمة داخل الحركة
وتأتي هذه الحادثة في ظل ظروف استثنائية تمر بها الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة، التي تعاني من غياب قائدها التاريخي ريك مشار، إضافة إلى تصدعات متزايدة بين جناحيها المدني والعسكري، ما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي ويهدد وحدة الحركة واستقرار المشهد السياسي في البلاد.
انتظار لرد رسمي
ومن المتوقع أن تصدر الحركة بيانا رسميا خلال الساعات القليلة المقبلة، لتوضيح موقفها من الحادثة وتحديد موقفها من الوزير ستيفن فار، وسط مطالبات من قواعد الحركة بضرورة التصدي لأي محاولات “غير شرعية” لشغل قيادة الحركة، والحفاظ على وحدة الصف في هذا التوقيت الحرج.










