أعلنت وزارة الداخلية السورية عن اعتقال العميد سليمان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في النظام السابق، متهما بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات خطيرة ضد المدنيين، من بينها مجزرة جيرود التي وقعت عام 2016. هذا الاعتقال يمثل خطوة غير مسبوقة في مسار المحاسبة بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، حيث تم القبض على التيناوي في محافظة اللاذقية، وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
تفاصيل الاعتقال وتهم العميد التيناوي
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء 22 نيسان 2025، عن إلقاء القبض على العميد سليمان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في النظام السابق، وذلك بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن عملية الاعتقال تمت في محافظة اللاذقية، وأن التيناوي متورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أبرزها مجزرة جيرود التي وقعت في ريف دمشق عام 20165.
وذكرت وزارة الداخلية في تغريدة نشرتها على منصة “إكس” أن “مديرية أمن اللاذقية ألقت القبض على العميد المجرم سليمان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية، والمتورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين”. وأضافت الوزارة أن المتهم قد تم إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية بحقه.
وأكدت الداخلية السورية أن الاعتقال يأتي في إطار “جهود الدولة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق الشعب السوري، بغض النظر عن مناصبهم السابقة”. وتعد هذه الخطوة سابقة نادرة في تعامل السلطات السورية مع شخصيات أمنية بارزة متورطة في انتهاكات خلال سنوات النزاع.
دور التيناوي في الأجهزة الأمنية السورية
العميد سليمان التيناوي كان أحد الشخصيات البارزة في جهاز المخابرات الجوية التابع للنظام السوري السابق، وهو الجهاز الذي اشتهر بدوره في قمع المعارضة السورية.
وفقا للمعلومات المتوفرة، شغل التيناوي منصب مسؤول التنسيق بين قيادات في “حزب الله” اللبناني وعدد من المجموعات الطائفية الأخرى في سوريا، وساهم في تقديم الدعم لها.
وعمل التيناوي كحلقة وصل أساسية بين النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران، حيث كان يشرف على تنسيق العمليات المشتركة وتقديم التسهيلات اللوجستية للعناصر غير السورية التي قاتلت إلى جانب نظام الأسد.
وظل التيناوي في منصبه حتى سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، إثر هجوم واسع شنته قوات المعارضة السورية.
مجزرة جيرود: الجريمة الكبرى المنسوبة للتيناوي
تعتبر مجزرة جيرود من أبرز الجرائم المنسوبة للعميد سليمان التيناوي، وهي المجزرة التي وقعت في الثاني من تموز 2016 في منطقة جيرود الواقعة في جبال القلمون بمحافظة ريف دمشق. ففي ذلك اليوم، شن الطيران الحربي للنظام السوري غارات عدة بالصواريخ على عدة مواقع في المنطقة الشرقية لمدينة جيرود، ما أسفر عن مقتل 35 شخصا، بينهم 3 أطفال و4 سيدات، وإصابة نحو 50 آخرين بجراح.
ووفقا للتقارير، كان التيناوي أحد المسؤولين الرئيسيين عن تخطيط وتنفيذ هذه العملية العسكرية التي استهدفت بشكل رئيسي مناطق مدنية.










