مقترح مصري قطري جديد لهدنة سبع سنوات في غزة: تفاصيل الصفقة ومواقف الأطراف
كشفت مصادر مصرية وفلسطينية عن تفاصيل مقترح قطري مصري جديد لإعلان هدنة طويلة المدى في قطاع غزة، تمتد لفترة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات، بهدف إنهاء الحرب المستمرة وتحقيق استقرار دائم في المنطقة. المقترح الذي تمت بلورته خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة قبل أيام، يتضمن شروطاً تفصيلية لوقف إطلاق النار وترتيبات لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
بنود المقترح الرئيسية ومضمونه
وفقاً لمسؤول فلسطيني رفيع المستوى صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يتضمن المقترح المصري القطري هدنة تستمر ما بين خمس إلى سبع سنوات، مع إنهاء رسمي للحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. ويشترط المقترح إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين في سجونها.
كشفت مصادر مصرية أن الهدنة المقترحة تشترط إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة مقابل إعلان حماس وضع السلاح. وأوضحت المصادر أن المقترح تمت بلورته خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تمت في 13 و14 أبريل الجاري.
ترتيبات إدارة قطاع غزة
أحد أهم بنود المقترح يتعلق بإدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة. فالخطة تنص على إنهاء حكم حماس للقطاع على أن تديره لجنة الإسناد المجتمعي إدارياً وقوات تابعة للسلطة الفلسطينية.
وبحسب المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لبي بي سي، فإن حماس أبدت “مرونة غير مسبوقة”، وأظهرت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى “جهة فلسطينية يتم التوافق عليها وطنياً وإقليمياً”. وطرح المقترح إمكانية أن تكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية جديدة تُشكّل خصيصاً لإدارة القطاع في المرحلة المقبلة. ويضمن المقترح المصري القطري وقف الحرب وإعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين من غزة.
تحركات دبلوماسية وزيارات وفود
أكد قيادي في حركة “حماس” لوكالة “فرانس برس” أن “وفداً من الحركة غادر الدوحة متوجهاً إلى القاهرة لبحث أفكار جديدة للتهدئة في قطاع غزة”. وقال القيادي أن الوفد سيجري اجتماعات مع المسؤولين المصريين حول أفكار جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنه يضم خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض وعدد من القيادات.
ومن المقرر أن يصل وفد رفيع من حركة حماس إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة لمناقشة تفاصيل المقترح، ويترأس الوفد رئيس المكتب السياسي للحركة محمد درويش، إلى جانب كبير المفاوضين خليل الحية. وأشارت المصادر إلى زيارة وفد إسرائيلي للقاهرة لمناقشة المقترح، وسيتم عرضه على وفد حماس برئاسة خليل الحية.
موقف حماس
أبدت حركة حماس، بحسب المصدر الفلسطيني، “مرونة غير مسبوقة” تجاه المقترح، وأشار إلى استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى جهة فلسطينية متفق عليها. وتأتي هذه التحركات بعد فشل مقترح إسرائيلي سابق تضمن هدنة لمدة 6 أسابيع مقابل نزع سلاح حماس، وهو ما رفضته الحركة، معتبرة أن المقترح يهدف فقط لكسب الوقت واستئناف الحرب لاحقاً.
الموقف الإسرائيلي
رغم الجهود المتواصلة، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، مشدداً على رفضه لإعادة الوضع لما كان عليه قبل سيطرة حماس على القطاع في 2007. وكان نتنياهو قد كرر في عدة تصريحات، أنه لن ينهي الحرب قبل “القضاء على حماس” وضمان عودة جميع الرهائن.
خلفية لجهود الوساطة السابقة
تأتي هذه الجهود بعد انهيار وقف إطلاق النار السابق الذي استمر قرابة شهرين، حيث استأنفت إسرائيل قصفها العنيف للقطاع، وباشرت عمليات برية جديدة للضغط على حركة “حماس” لتفرج عن الرهائن المتبقين. وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة قد توسطت سابقاً في محادثات غير مباشرة لوقف إطلاق النار دون تحقيق نجاح يُذكر.










