تعيين ميراف سيرن في مجلس الأمن القومي الأمريكي يثير الجدل
أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخراً عن تعيين ميراف سيرن، وهي مواطنة أمريكية–إسرائيلية مزدوجة الجنسية، في منصب رئيس مكتب إيران بمجلس الأمن القومي الأمريكي، وهو المنصب المسؤول عن بلورة السياسة الاستراتيجية للبيت الأبيض تجاه إيران والشرق الأوسط.
وقد أثار هذا التعيين نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بالنظر إلى خلفية سيرن وارتباطاتها السابقة.
من هي ميراف سيرن؟
سيرن شخصية معروفة في دوائر صنع القرار الأمريكي، إذ شغلت مناصب مختلفة في إدارات بارزة، من بينها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والسيناتور تيد كروز، والنائب جيمس كومر. وهي أيضاً ناشطة في مراكز أبحاث محافظة، وتُعرف بتبنيها مواقف متشددة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد شغلت مؤخراً منصب نائب مدير السياسات في لجنة التجارة والعلوم والنقل بمجلس الشيوخ حتى فبراير الماضي، كما كانت عضواً بارزاً في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب، وزميلة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعروفة بمواقفها الصارمة ضد الأنظمة المناوئة للولايات المتحدة.
الجدل حول الخلفية الإسرائيلية
أشارت تقارير إعلامية أمريكية إلى أن سيرن عملت في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتحديداً في وحدة العلاقات مع الأراضي الفلسطينية. وبحسب سيرتها الذاتية المنشورة في عام 2016، فقد شاركت في المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية خلال فترة زمالتها.
لكن مجلس الأمن القومي الأمريكي نفى هذه المزاعم، حيث صرح المتحدث الرسمي باسمه، برايان هيوز، بأن سيرن لم تعمل يوماً في وزارة الدفاع الإسرائيلية، بل “أجرت دراسة بحثية في الضفة الغربية احتاجت لتنسيق مؤسسي مع الوزارة فقط”.
تصريح رسمي: “السيدة سيرن مواطنة أمريكية خدمت في مناصب مهمة ضمن الإدارات الأمريكية، وتم اختيارها بناء على خبرتها الواسعة في ملفات الشرق الأوسط الحساسة، وليس استناداً لأي خلفية وطنية أخرى”.
وأضاف أن “الإدارة واثقة من قدرتها على تنفيذ سياسة الرئيس الأمريكي الحالية تجاه إيران بكفاءة ومسؤولية”.
دلالات التعيين
يرى مراقبون أن هذا التعيين يعكس توجهاً أكثر تشدداً في واشنطن تجاه إيران، في ظل تعثر المفاوضات النووية وتصاعد التوتر الإقليمي. ويقول البعض إن اختيار شخصية محافظة مثل سيرن قد يضع الملف الإيراني في يد فريق أكثر ميلاً إلى الضغط السياسي والاقتصادي، وربما الأمني، مع إبقاء خيار التفاوض قائماً.
كما يطرح التعيين تساؤلات حول توازن السياسة الخارجية الأمريكية واستقلالية القرار الأمريكي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بدول ذات ارتباطات وثيقة بالولايات المتحدة كإسرائيل.
إلى أين تتجه سياسة واشنطن؟
مع تعيين سيرن، تدخل الإدارة الأمريكية مرحلة جديدة في إدارة الملف الإيراني. وتترقب العواصم الدولية كيف سينعكس هذا التغيير على مستقبل الاتفاق النووي، ومستوى الانفتاح أو التصعيد الذي قد تتبعه واشنطن في الشهور المقبلة.
ويبدو أن البيت الأبيض يسعى من خلال هذا التعيين إلى إعادة ضبط المسار الاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط، ولكن بلغة أكثر صرامة، دون أن يغلق الباب تماماً أمام الخيارات الدبلوماسية.