أكدت مصادر إعلامية أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت مؤخرا بسحب مجموعة من ضباطها العسكريين العاملين ضمن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS)، في خطوة مفاجئة تمت دون أي إعلان رسمي من الجانب الأمريكي أو بعثة الأمم المتحدة، ما أثار العديد من التساؤلات بشأن الدوافع والتداعيات المحتملة لهذا القرار.
تعليق الأمم المتحدة
وفي أول تعليق رسمي، صرح متحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الثلاثاء، أن عملية الانسحاب جرت بتاريخ 6 أبريل بناء على طلب مباشر من السلطات الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب “مؤقت”.
وأضاف المتحدث أن الضباط الأمريكيين المنسحبين كانوا يؤدون مهامهم كضباط أركان ضمن المكون العسكري للبعثة، حيث شاركوا في عمليات التخطيط، الدعم اللوجستي، والتنفيذ الميداني، مؤكدا أهمية دورهم في دعم تفويض البعثة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في جنوب السودان.
موقف بعثة حفظ السلام
من جهته، أعرب إدوارد هـ. كاربنتر، وهو ضابط سابق في بعثات حفظ السلام ومدير منظمة عالم بلا حرب، عن قلقه من الخطوة المفاجئة، قائلا:”بصفتي أحد حفظة السلام السابقين الذين خدموا في جنوب السودان، أجد هذا الانسحاب الصامت مقلقا، خاصة وأننا نمر بمرحلة حساسة تتطلب تضافر الجهود في مجالات التخطيط والعمليات.”
واعتبر كاربنتر أن القرار يفتقر إلى الشفافية ويضعف فعالية البعثة، مشيرا إلى سوابق مشابهة للولايات المتحدة في انسحابات مماثلة من بعثات في الكونغو الديمقراطية وفلسطين، مرجحا أن تكون الاعتبارات الأمنية أو الضغوط المالية والسياسية الداخلية هي الدافع الرئيسي.
خلفيات محتملة: تقليص التمويل؟
رغم عدم صدور تفسير رسمي حتى الآن، تداولت وسائل إعلام تقارير عن وثيقة مسربة من البيت الأبيض تشير إلى توجه لتقليص تمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة وبعض وكالاتها عبر وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات واسعة النطاق على عمليات المنظمة الدولية في عدة بؤر توتر، منها جنوب السودان.
ويعد الدعم اللوجستي والعسكري الأمريكي أحد أعمدة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، التي تأسست في عام 2011، وتضطلع بمهام حماية المدنيين، ودعم تنفيذ اتفاقات السلام، وبناء مؤسسات الدولة الوليدة.










