وسط مشهد اقتصادي متقلب، يشهد المواطن المصري يومًا جديدًا مليئًا بالتحديات، حيث تتأرجح الأسعار ما بين صعود مفاجئ وثبات خادع، وتبدو الحياة اليومية كمعادلة صعبة لا يعرف أحد متى تستقر. من الدولار إلى الخضروات، ومن العقارات إلى الفواكه، تحاصر الزيادات جيوب المستهلكين، وتلقي بظلالها على الأسواق
الدولار… استقرار على وقع الترقب
في سوق العملات، ظل الدولار الأمريكي ثابتًا نسبيًا أمام الجنيه المصري، مسجلًا 47.50 جنيه للشراء و47.60 جنيه للبيع في البنك الأهلي، مع فروق طفيفة في باقي البنوك. إلا أن السوق السوداء لها رأي آخر، حيث تراوح السعر ما بين 49 و50 جنيهًا، في إشارة واضحة إلى استمرار العجز في تلبية الطلب الفعلي للعملة الصعبة.
يأتي هذا الاستقرار الهش في ظل ترقب لخطوات البنك المركزي وتطورات محتملة بشأن حزمة تمويل دولية جديدة، بينما يواصل المواطنون والمستثمرون حبس أنفاسهم.
العقارات.. الأحلام تبتعد أكثر
على صعيد سوق الإسكان، لم تكن الأخبار أفضل حالًا، إذ سجلت أسعار الشقق ارتفاعًا جديدًا بنسب تصل إلى 5%، خاصة في المدن الجديدة مثل التجمع الخامس و6 أكتوبر.
ففي القاهرة الجديدة، تجاوز متوسط سعر المتر 40 ألف جنيه، فيما تراوحت الأسعار في الشروق والعبور بين 12 إلى 18 ألف جنيه.
تأتي هذه الزيادات مدفوعة بارتفاع تكاليف البناء والتشطيب، وسط تخوف من أن يتحول حلم امتلاك وحدة سكنية إلى رفاهية بعيدة المنال.
الخضروات.. نار الأسعار تلهب الموائد
لم تسلم الأسواق من موجة الغلاء، حيث سجلت أسعار الخضروات ارتفاعًا ملحوظًا، أرهق ميزانيات الأسر البسيطة.
قفز سعر الطماطم إلى 12 جنيهًا، والبصل إلى 18 جنيهًا، فيما حافظت البطاطس على ارتفاعها لتسجل 10 جنيهات للكيلو.
تجار الجملة أرجعوا هذا الارتفاع إلى قلة المحصول وارتفاع تكاليف النقل، بينما يُحمّل المواطنون الجهات الرقابية مسؤولية غياب السيطرة على الأسواق.
الفواكه.. فخ الرفاهية في زمن الغلاء
حتى الفاكهة، التي كانت دومًا رمزًا للراحة والرفاهية، باتت اليوم عبئًا إضافيًا.
سجلت الفراولة أعلى سعر اليوم بين الفواكه المحلية، بمتوسط 30 جنيهًا للكيلو، تلتها الموز بـ20 جنيهًا، والتفاح المستورد بـ55 جنيهًا، وهو رقم يصعب على كثيرين تحمله.
في مصر 2025، لم يعد السؤال عن الغلاء هو “هل؟” بل أصبح “كم؟ ومتى ينتهي؟”. وبينما ينتظر الجميع انفراجة اقتصادية، تظل الأسواق تفرض واقعها القاسي، وتبقى القوة الشرائية للمواطن هي الضحية الأولى في معركة الأسعار.










