24 قتيلاً في هجوم مسلح على سياح في كشمير وسط دعوات لاجتماع أمني عاجل
سريناغار – قال ضابط كبير في الشرطة الهندية إن 24 شخصًا على الأقل قُتلوا، اليوم الثلاثاء، في هجوم مسلح استهدف مجموعة من السياح في إقليم كشمير المتنازع عليه، واصفًا الحادث بأنه “أسوأ هجوم على المدنيين منذ سنوات”.
وأفاد الضابط، الذي تحدث لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن إطلاق النار وقع في باهالجام، وهي وجهة سياحية شهيرة في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة. وأضاف أن “24 شخصًا على الأقل قتلوا”، في حين لم تعلن السلطات بعد العدد الرسمي للضحايا.
تباينت الأرقام حول حصيلة القتلى، إذ قال مصدر أمني إن عددهم 20، فيما ذكر مصدران آخران أنه بلغ 24 و26 على التوالي، وجميعهم تحدثوا بشرط عدم كشف هوياتهم.
شهادات صادمة من موقع الهجوم
قال أحد الشهود لقناة إنديا توداي: “في البداية ظننا أنها مفرقعات نارية، لكن صراخ الناس كشف الحقيقة… ركضنا للنجاة بأنفسنا”.
وقال آخر: “لم نتوقف عن الجري لأربعة كيلومترات… أنا أرتجف”.
أفاد مرشد سياحي يدعى “وحيد” بأنه شاهد الجرحى بعد وقوع الهجوم، ونقل بعضهم على ظهور الخيل إلى مستشفى محلي.
إعلان مسؤولية وهواجس ديموغرافية
أعلنت جماعة تُدعى “مقاومة كشمير” مسؤوليتها عن الهجوم عبر رسالة نُشرت على وسائل التواصل، مدعية أن الهجوم جاء ردًا على توطين أكثر من 84 ألف شخص من خارج الإقليم. ولم تتمكن الوكالات من التحقق من صحة الادعاء بشكل مستقل.
ردود فعل رسمية ودولية
أدان رئيس وزراء جامو وكشمير عمر عبد الله الهجوم، مؤكدًا أن “عدد القتلى لا يزال غير واضح”.
وقالت محبوبة مفتي، رئيسة وزراء الإقليم السابقة، إن الهجوم “جبان ومأساوي”، في حين كتب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على منصة تروث سوشيال: “تقف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب الهند”.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي: “مرتكبو هذا العمل الشنيع لن ينجوا”.
كما أعلن وزير الداخلية أميت شاه عن توجهه إلى كشمير لعقد اجتماع أمني طارئ.
ووصف زعيم حزب المؤتمر راؤول غاندي الهجوم بأنه “مفجع”، داعيًا الحكومة الفيدرالية إلى تحمل المسؤولية.
خلفية النزاع
تشهد كشمير تمردًا مسلحًا ضد الحكم الهندي منذ عام 1989، أودى بحياة عشرات الآلاف. وفي 2019، ألغت الهند الوضع الخاص للإقليم، مما سمح بتوطين أشخاص من خارج كشمير وشراء أراضٍ فيها.
ويُحتفظ بنحو 500 ألف جندي هندي في كشمير، في واحدة من أكثر المناطق عسكرةً في العالم.
وفي السنوات الأخيرة، تروّج الحكومة الهندية للإقليم كوجهة سياحية رئيسية، لكن الهجوم الأخير يعيد إلى الواجهة المخاوف الأمنية المتزايدة في المنطقة.









