الشرع وإيران يتفقان على خطة أمنية واقتصادية بمشاركة عراقية.. تفاصيل الاجتماعات المكثفة.
في سياق متصاعد من التحركات الدبلوماسية والأمنية، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعاً ثانياً مع ممثل إيراني رفيع المستوى في دمشق، حيث جدد تأكيداته على حماية المدنيين العلويين في الساحل السوري، وسط توترات طائفية متجددة.
واتفق الجانبان على إشراك العراق في خطة شاملة تشمل تعزيز الأمن الحدودي وإعادة الإعمار الاقتصادي، فيما يُتوقع أن يزور وفد عراقي رفيع المستوى سوريا الأسبوع المقبل لوضع اللمسات النهائية للاتفاق.
حماية العلويين:
بين التعهدات والتحديات الميدانية جاء الاجتماع في أعقاب تقارير حقوقية دولية عن انتهاكات جسيمة استهدفت المدنيين العلويين في محافظات الساحل، حيث أشارت منظمة العفو الدولية إلى “عمليات إعدام ميدانية” نفذتها ميليشيات موالية للحكومة.
ورداً على ذلك، أكد الشرع في كلمة ألقاها مساء الجمعة أن “دماء السوريين ليست رخيصة”، مشدداً على أن “حماية كل مكونات الشعب واجب وطني مقدس”.
التفاصيل الأمنية للخطة المشتركة
كشف مصدر أمني عن بنود الخطة التي تشمل ثلاث محاور رئيسية: تعزيز التنسيق الاستخباري لملاحقة فلول النظام السابق، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود العراقية-السورية بإشراف ثلاثي، وإعادة تأهيل خط أنابيب النفط العراقي المار عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر المتوسط.
ومن المقرر أن تشارك قوات من “الحشد الشعبي” العراقي في عمليات تأمين المناطق الحدودية الحساسة.
البعد الاقتصادي:
إحياء مشاريع الطاقة المشتركة في إطار الجانب الاقتصادي للاتفاق، أعلن وزير النفط العراقي إبراهيم بحر العلوم عن استئناف العمل بمشروع خط الأنابيب الاستراتيجي (كركوك-بانياس) بعد توقف دام 12 عاماً، حيث من المتوقع أن يسهم المشروع في ضخ عائدات تقدر بـ2 مليار دولار سنوياً لخزينة البلدين.
كما اتفق الجانبان على فتح معبر جديد شمالي الرطبة لتسهيل التبادل التجاري، وفقاً لتصريحات رئيس مجلس الأعمال العراقي السوري حسن الشيخ.
الردود الإقليمية والدولية أثارت هذه التحركات ردود فعل متباينة، حيث حذرت مصادر دبلوماسية تركية من “محاولات إيرانية لاستعادة النفوذ عبر بوابة العراق”، في إشارة إلى التقارير التي كشفت عن اجتماع سري في النجف ضم قيادات من الحرس الثوري وفلول النظام السابق.
ومن جهتها، دعت روسيا إلى “حلول متوازنة تحفظ مصالح جميع الأطراف”، فيما أبدت الولايات المتحدة تحفظها على أي تعاون اقتصادي مع دمشق دون ضمانات سياسية.
المرحلة القادمة: زيارة الوفد العراقي ومخاطر التصعيد تأتي الزيارة المرتقبة للوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري في إطار مساعي بغداد لتعزيز دورها كوسيط إقليمي، حيث من المقرر مناقشة آلية تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة في مايو 2024، والتي تضمنت بنوداً مشتركة لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
إلا أن مراقبين يحذرون من تعقيدات الملف، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات المتفرقة في ريف اللاذقية وطرطوس.










