بالأسرار: حظر جماعة الإخوان في الأردن أربكت العراق ودول اخرى (2)
بقلم: سمير عبيد
رابعا:- لذا فمخطط دولة قطر وتركيا كان معقد ومتشابك للغاية خصوصا عندما نجح النظامين في أنقرة والدوحة من الهيمنة على قرار الحكومة العراقية بفترة محمد السوداني ومباشرة بعد ضعف الهيمنة الإيرانية التي استمرت لأكثر من عشرين عاما على النظام السياسي في العراق.
فقررت كل من قطر وتركيا ملأ الفراغ الإيراني في العراق وبشكل ناعم جدا – وهناك موافقة ضمنية من إيران بذلك — فشرعت كل من دولة قطر وتركيا بتنفيذ مخططهما في الأردن والكويت ويكون العراق ممرا ومنطلقا لوجستيا غير متوقع في ذلك ( بعلم أو بدون علم الحكومة العراقية ورئيسها السوداني.. الله أعلم ).
وكان هدف تركيا وقطر تطويق السعودية من جهة الأردن والكويت وقطر والعراق وعزلها عن مصر ودول الخليج الأخرى. وبنفس الوقت تطويق مصر من جهة الأردن والبحر الأحمر والصومال التي وضعها اردوغان في جيبه أخيرا!
خامسا:- وهنا سيضمحل الدور الإيراني وستؤخذ ورقة القضية الفلسطينية من إيران بعد نجاحها بالاستحواذ عليها من العرب بعد احداث السابع من اكتوبر في غزة من جهة.
وسوف يعوم الدور المصري في القضية الفلسطينية والقضايا العربية وعزل مصر عن منطقة الخليج من جهة أخرى “وطبعا العراق هنا وعلى الدوام مثل الأطرش بالزفة” بسبب انعدام الانسجام بين الخطوط الحاكمة في العراق. وبسبب السابق على الاستقواء بالخارج من قبل البعض ضد البعض الأخر وبالعكس.
سادسا:- بحيث ذهب أخيرا كل من أردوغان والشيخ تميم بإجبار رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني بالقدوم سرا إلى الدوحة والجلوس والمصالحة والتحالف مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع حاليا والجولاني المصنف إرهابيا من قبل و”الذي فرضته قطر وتركيا رئيسا في سوريا”، ودون أن ينسق السوداني مع حلفائه. وهي دلاله أن السوداني بات قراره بيد أردوغان وتميم. وهذه كارثة جديدة تضاف للكوارث الاخرى في العراق!
سابعا:-وقد يسأل سائل من هي الدول التي أرتبكت بسبب قرار القيادة الأردنية الشجاع بحظر جماعات الإخوان المسلمين ومصادرة مقراتها وأرشيفها وكل شيء. فالجواب على هذا السؤال يتشعب قليلا فيكون كالآتي:-
١-لقد اهتزت كل من دولة قطر وتركيا ومعها النظام السوري الجديد “سوريا” أضافة لتنظيم الإخوان الدولي لإن القرار الأردني كان استباقيا ومباغتا.فنسف المخطط الإخواني في الأردن ومن ثم نسف مخطط تركيا وقطر في المنطقة!
٢- من الدول التي ارتبكت هي كل من العراق لإن القيادة العراقية الممثلة بمحمد شياع السوداني والتي وضعت بيضها في السلة القطرية التركية قد نجح الأردن بقص مقابض تلك السلة فتدحرج بيض السوداني، وطارت السلة القطرية التركية في الهواء وسيبقى السوداني بلا غطاء خصوصا بعد إن تكشفت أوراقه السرية بعد اللقاء السري مع الشرع في الدوحة والذي تسربت صوره للإعلام!
٣- ومن الدول التي ضربت كف بكف وملأها الأسف هي إيران لأنها كانت كامنة تحت الطاولة القطرية التركية وتنسق مع السوداني أن يمضي معهم بعيدا من جهة، ومن جهة أخرى نجحت إيران بحث جهات عراقية سياسية ومليشياتية بالتنسيق مع جهات إخوانية وجرها نحو العراق والتحالف معها على الأرض داخل العراق سياسيا ومليشياتيا، لأن إيران لا تريد فقدان العراق فعندما تحصل الفوضى في الأردن سوف تتنفس الصعداء أي إيران وتقدم نفسها حليفا لتنظيمات الاخوان وفرض نفسها لاعبا ثالثا إلى جوار قطر وتركيا وسوف تعود لتساوم بورقة العراق!
٤- ولكن الأقمار الاصطناعية متعددة المهام التابعة لشبكة ” ستارلينك” ومالكها إيلون ماسك والتي نجحت بالاستحواذ على جميع السماء والمرافق في الأردن اخيرا سجلت نجاحا اأوليا بكشف مخطط الإخوان الدولي بقيادة قطر وتركيا لنشر الفوضى والانقلاب على الحكم في الأردن!
٥-ولكن بالمقابل هناك دول أسعدها القرار الأردني بحظر جماعات الاخوان المسلمين في الأردن وهي كل من مصر والإمارات والكويت وتونس وحتما ستقف تلك الدول إلى جانب الأردن.
٦-أما السعودية فهي في غاية السعادة من القرار الأردني الأخير.وتعتبر نفسها فازت بحرب لم تخضها، وكانت على موعد لخوضها مجبره فيما لو نجحت كل من دولة قطر وتركيا في تمكين جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والكويت ووضع العراق بتصرف الدوحة وأنقره. ولهذا اصبح الأردن حليف استراتيجي مهم للسعودية بعد قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بحيث طار العاهل الأردني عبد الله مع ولي العهد الأمير حسين إلى السعودية واللقاء مع القيادة السعودية. ونستطيع القول من هنا ولد واقع جديد ومختلف!
٧-إسرائيل من جانبها تعتبر القرار الأردني بحظر جماعة الإخوان المسلمين بمثابة نصر استراتيجي إلى إسرائيل المتوجسة أصلا من المشروع القطري التركي في سوريا، والمتوجسة جدا من الحاكم السوري الجديد أحمد الشرع وطبخته التي على نار تركية وقطرية والطبخة هي تمكين الإخوان المسلمين من حكم سوريا في آخر المطاف ويحميهم جيش انكشاري جديد يتكون من المتطرفين والإرهابيين “الأوزبك، والشيشانيين، والافغان، والإيغور، وجنسيات اخرى”، فالـردن بذلك نسف مخطط توطين الفلسطينيين في الأردن!
ثامنا- فتخيل منطقة تنفتح استراتيجيا وأمنيا ولوجستيا ولصالح مشروع الإخوان الدولي بزعامة دولة قطر وتركيا من الجولان، فسوريا، فغور الأردن، فالأردن الدولة، فالعراق “الاطرش بالزفة” ثم الكويت، ويصلون إلى مياه الخليج وبحر العرب ويتحكمون فيما بعد بخطوط الحرير القديمة والحديثة، لهو أمر مرعب وخطير للغاية اأن يتحكم الإخوان المسلمين بكل هذا. هؤلاء الذين عرفوا بعشقهم للسلطة والمال والحكم وتحليل المحرم وتحريم المحلل تحت غطاء البراغماتية والمصلحة العامة.
تاسعا:-وبالتالي أن هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم اجمع اقتصاديا وأمنيا ولوجستيا لن تترك إطلاقا للاخوان المسلمين والى تنظيمات الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي.
خلاص فالقرار العالمي قد تم اتخاذه فلقد اسدل الستار على مستقبل هذه التنظيمات الإسلامية الراديكالية والجهادية والعقائدية وسوف يحل محلها الإسلام الصوفي الفلسفي الفكري الذي ينشد السلام والمحبة!
إلى اللقاء في الجزء الثالث!










