ترامب يعلن استعداده للقاء خامنئي وبيزشكيان ويحذر من خيار عسكري في حال فشل المفاوضات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده للقاء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، في خطوة مفاجئة قد تمثل تحولاً في العلاقات الأمريكية الإيرانية المتوترة منذ عقود. وأكد ترامب أنه مستعد للتفاوض مع القيادة الإيرانية العليا، لكنه في الوقت نفسه حذر من الخيار العسكري في حال فشل المباحثات.
ترامب يمد يد الحوار ويلوح بالخيار العسكري
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة نشرتها مجلة “تايم” الأمريكية اليوم الجمعة، أنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان أو المرشد علي خامنئي. وقال ترامب في إطار إجابته على سؤال حول استعداده للقاء أعضاء القيادة العليا في إيران بعد بدء المفاوضات المباشرة بين البلدين “بالطبع”.
وبينما يمد ترامب يد الحوار، فإنه لا يستبعد الخيار العسكري، إذ أكد أنه “قد يشن حرباً على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح وشامل”. وشدد ترامب في تصريحات سابقة على أن العمل العسكري ضد إيران “ممكن تماماً” في حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه “ليس هناك متسع من الوقت” للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي تصريحات أكثر حدة، هدد ترامب إيران بقوله: “إذا لم يبرموا اتفاقاً، فسيكون هناك قصف، وسيكون قصفاً لم يشهدوا مثله من قبل”. وأضاف أنه يفكر في فرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط من إيران كوسيلة لممارسة الضغط على طهران.
رسالة ترامب إلى خامنئي
كشفت مصادر إيرانية عن مضمون رسالة بعث بها ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وجاء في الرسالة: “سماحة آية الله خامنئي، مع كامل الاحترام لمكانة قيادتكم وللشعب الإيراني، أوجه إليكم هذه الرسالة بهدف فتح صفحة جديدة في علاقاتنا، بعيدًا عن عقود من النزاعات وسوء الفهم”.
وأضاف ترامب في رسالته: “تحت قيادتي، أمريكا مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام وخفض التوتر. يمكننا معًا رفع العقوبات، وتعزيز الاقتصاد الإيراني، وفتح أبواب التعاون بين بلدينا”. لكنه حذر أيضاً قائلاً: “إذا رفضتم هذه الفرصة، واستمر النظام الإيراني في التصعيد، فسيكون ردنا حاسما وسريعا”.
المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران
تأتي تصريحات ترامب في خضم مفاوضات تجري بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي. وكشف مصدران مطلعان أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف أنه بالنظر إلى الطبيعة التقنية التفصيلية لأي اتفاق نووي، سيكون من الصعب جدا إكمال المفاوضات في غضون 60 يومًا.
ووفقا لما نقل موقع “أكسيوس”، قال عراقجي لويتكوف خلال المحادثات النووية يوم السبت إنه قد لا يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي نهائي وفقا للجدول الزمني الذي اقترحه الرئيس ترامب وسأل عما إذا كان ينبغي للأطراف التفاوض أولا على اتفاق مؤقت.
وأوضح عراقجي خلال زيارته لبكين، بأن إيران والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم أفضل حول مبادئ اتفاق محتمل، وأن هناك الآن “فرصة لإحراز تقدم”. كما أفادت وزارة الخارجية العُمانية في بيان عقب المحادثات بأن الطرفين اتفقا على “الدخول في المرحلة التالية” من المفاوضات.
إسرائيل والخيار العسكري
أكد ترامب أنه لن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجره إلى حرب مع إيران، إذ صرح قائلاً: “نتنياهو لن يجرني إلى حرب مع إيران”. ولم يستبعد ترامب في مقابلة مع مجلة التايم أن تدعم بلاده إسرائيل في أي صراع عسكري محتمل مع طهران، رغم قوله إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يجره إلى الحرب”. وشدد على أنه يفضل الاتفاق مع طهران على خوض حرب معها.
الرئيس الإيراني الإصلاحي بيزشكيان
فاز مسعود بيزشكيان، الداعي إلى الانفتاح على الغرب، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة التي جرت في يوليو 2024، متغلباً على المرشّح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي. وحصل بيزشكيان على 53.6% من الأصوات فيما حصل منافسه على 44.3%، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها السلطات الانتخابية.
ولد بيزشكيان في 29 سبتمبر 1954 في مهاباد، شمال غربي إيران، لأب أذربيجاني وأم كردية. وهو يتحدث اللغة الأذرية ويركز منذ فترة طويلة على شؤون الأقليات العرقية الكبيرة في إيران. وقد شغل منصب رئيس جامعة “تبريز للعلوم الطبية”، ودخل السياسة أولاً كنائب لوزير الصحة، ثم وزيراً للصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.
الموقف الإيراني من المفاوضات
رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إجراء مفاوضات مباشرة مع إدارة ترامب بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكنه أكد أن طهران منفتحة على مفاوضات غير مباشرة. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” عن بزشكيان، قوله إن إيران لا تعارض المفاوضات، لكن يجب على الولايات المتحدة أن تصحح أولا “سوء سلوكها” السابق وتؤسس قاعدة جديدة للثقة.
وقال بزشكيان خلال اجتماع لمجلس الوزراء في طهران: “رددنا على رسالة الرئيس الأمريكي عبر (سلطنة) عمان ورفضنا خيار المحادثات المباشرة، لكننا منفتحون على المفاوضات غير المباشرة”.










