شهد ميناء الشهيد رجائي بمدنية بندر عباس، أكبر وأهم ميناء تجاري في إيران، انفجارا ضخما ظهر اليوم السبت، ما أثار مخاوف بشأن تأثير الحادث على سلسلة الإمدادات الحيوية للبلاد.
ويقع هذا الميناء في مدينة بندر عباس جنوب إيران، ويعد الشريان الرئيسي لواردات السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود والمواد الخام.
ميناء استراتيجي في قلب التجارة الإيرانية
يعتبر ميناء الشهيد رجائي المنفذ البحري الأول لإيران، إذ يعالج أكثر من 53% من حركة الشحن في البلاد، ويرتبط بنحو 80 ميناء دوليا. يتميز بموقعه الاستراتيجي القريب من مضيق هرمز، واتصاله بشبكة السكك الحديدية الوطنية وممر النقل الدولي شمال-جنوب، الممتد حتى شمال أوروبا عبر بحر قزوين وروسيا.
يستقبل الميناء سنويا نحو 4000 سفينة، ويملك قدرة استيعابية تبلغ 90 مليون طن من البضائع، منها 100 مليون طن من السلع السائبة و7.5 مليون طن من البضائع المحواة، بالإضافة إلى أكبر محطة للحاويات في البلاد بسعة تتجاوز 6 ملايين حاوية مكافئة.
مركز حيوي لواردات الغذاء والطاقة
يضم الميناء مستودعات ضخمة مخصصة للسلع الاستراتيجية، مثل القمح، والزيوت النباتية، والسكر، والذرة، والأرز، والأسمدة، ما يجعله عصبا رئيسيا لأمن الغذاء الإيراني.
وسجل الميناء دخول أكثر من 3.3 مليون طن من السلع الأساسية، بزيادة بلغت 92% مقارنة بالعام السابق.
الانفجار وأثره المحتمل
ورغم عدم صدور بيان رسمي بعد، أفادت وكالة مهر للأنباء أن الانفجار وقع في منطقة التخزين بالميناء، وسط مخاوف من أن تكون الحادثة قد مست مستودعات للمواد الكيميائية أو شحنات خطرة. وتسبب الانفجار في أضرار مادية جسيمة، فيما لم تعلن السلطات عن حجم الخسائر الدقيقة حتى لحظة إعداد التقرير.
قلق من تعطل الإمدادات
يشير خبراء اقتصاديون إلى أن أي خلل في عمليات ميناء الشهيد رجائي قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في السوق المحلي، خاصة في ظل العقوبات الدولية وتقييد حركة التجارة البحرية الإيرانية. كما قد يؤثر الحادث على صادرات النفط والصلب عبر هذا المنفذ الحيوي.
دعوات لتحقيق فوري
طالب نشطاء ومتابعون بفتح تحقيق عاجل وشفاف للكشف عن ملابسات الانفجار، خاصة مع حساسية الميناء ودوره في إدارة شحنات قد تكون خطرة أو مرتبطة بشبكات معاقبة دوليا.
وكان الانفجار قد هز ميناء رجائي ظهر السبت، متسببا في سحابة دخانية ضخمة شوهدت من مسافات بعيدة، كما أفيد عن تحطم نوافذ المباني والمركبات في نطاق عشرات الكيلومترات. وارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 500 شخص، فيما لا تزال أعمال الإغاثة مستمرة وسط حالة طوارئ في محافظة هرمزجان.
تكهنات واستبعاد فرضيات
رغم تداول شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن احتمال تورط خارجي أو استهداف أمني، جاءت التصريحات الإسرائيلية اليوم لتنفي بشكل قاطع أي تورط مباشر أو غير مباشر.










