في تطور مقلق هز جنوب إيران، وقع مساء السبت انفجار هائل في ميناء شهيد رجائي بمدينة بندر عباس، ما أدى إلى أضرار جسيمة في المباني والسيارات، وأثار حالة من الذعر بين السكان، وسط تضارب الروايات بشأن أسباب الانفجار، وتكهنات مقلقة على مواقع التواصل الاجتماعي تشبه الحادث بـ”انفجار مرفأ بيروت”.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن الحادث نجم عن انفجار خزان وقود في الميناء، بينما ذكرت وكالة فارس أن الانفجار وقع في منطقة تخزين الكبريت.
في المقابل، رجح نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل أن الحادث مرتبط بانفجار خزان أمونيا في الميناء، وهو ما أعاد إلى الأذهان كارثة مرفأ بيروت عام 2020.
مشاهد عنف ودمار واسع
شهود عيان قالوا إن الانفجار كان شديد القوة لدرجة أنه هز الأرض في عدة مدن مجاورة، وأدى إلى تحطم نوافذ المباني والمحلات التجارية في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات. كما وردت تقارير عن سماع دوي الانفجار في جزيرة قشم والمدن المحيطة ببندر عباس.
هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ذكرت أن مبنى انهار بالكامل في موقع الحادث، وتضررت صالة الجمارك في الميناء بشكل كبير.
ارتفاع أعداد المصابين وتعليق النشاط في الميناء
وقال المتحدث باسم منظمة الطوارئ الإيرانية، باباك يكتاباراست، إن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 300 جريحا، في حين لم ترد حتى اللحظة تقارير رسمية عن وقوع قتلى.
تم تعليق كافة أنشطة الميناء حتى إشعار آخر، فيما تعمل فرق الإطفاء والإنقاذ على احتواء الحريق ومتابعة الوضع، وسط إجراءات أمنية مشددة.
أسباب الحادث لا تزال غامضة
السلطات الإيرانية لم تعلن بعد السبب الرسمي للانفجار، واكتفت جمارك ميناء رجائي بالقول إن الحادث “يرجح أنه ناتج عن انفجار في مستودع يحتوي على مواد كيميائية خطرة داخل منطقة الميناء.”
من جهتها، نفت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أي علاقة للانفجار بمنشآتها أو خطوط الأنابيب، مؤكدة أن جميع مرافقها في المنطقة تعمل بشكل طبيعي.
تزامن حساس مع المحادثات الإيرانية-الأمريكية
تزامن الانفجار مع الجولة الثالثة من المحادثات بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط، ما دفع ببعض النشطاء إلى التساؤل عما إذا كان الحادث عرضيا أم يحمل أبعادا أمنية أوسع.










