كشفت قناة “إيران إنترناشيونال” أن الحاويات التي انفجرت مؤخرًا في ميناء رجائي جنوب إيران تعود ملكيتها لشركة “بناكستر”، المدرجة على قوائم العقوبات الأميركية.
ووفق المعلومات، فإن “بناكستر”، التي كانت تملك ترخيصًا لنقل الوقود، استوردت مؤخرًا شحنة من الصين. وتعود ملكية الشركة إلى “سبهر إنرجي”، الخاضعة بدورها لعقوبات فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في فبراير 2024، لدورها في نقل وبيع شحنات النفط الإيراني.
وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية قد أعلن حينها أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية كانت تدير شبكة دولية لنقل النفط الخام، تضمنت شركة “سبهر إنرجي”، مما وفر عائدات بمئات الملايين من الدولارات للحكومة الإيرانية.
وبحسب التقارير، فإن شركة “بناكستر کرانه” تعمل في مجال استيراد المواد الكيميائية، وتمتلك أربع حاويات في ساحة ميناء رجائي. ويُذكر أن مالك الشركة، طالب زارع، كان قد شغل سابقًا منصبًا إداريًا في منظمة التخطيط والموازنة بمحافظة هرمزكان.
ولا تزال أسباب الانفجار مجهولة حتى الآن، رغم ترجيح بعض المصادر احتمال انفجار خزان يحتوي على مادة الأمونيا. وكانت الجمارك قد أشارت، بعد دقائق من وقوع الانفجار، إلى أن تخزين البضائع الخطرة والمواد الكيميائية في ساحة الميناء قد يكون السبب المحتمل للحادث.
وتتوالى الحوادث المرتبطة بتخزين المواد الكيميائية في موانئ المنطقة، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول الدور الإيراني وشبكاتها المرتبطة بتجارة ونقل المواد الخطرة، في ظل عقوبات دولية مشددة.
من انفجار مرفأ بيروت الكارثي عام 2020، إلى حادثة انفجار الحاويات الأخيرة في ميناء رجائي جنوب إيران، ثمة خيط مشترك يتمثل في الإهمال، الغموض، وشبكات التجارة المرتبطة بجهات مدرجة على لوائح العقوبات الدولية.
في الرابع من أغسطس/آب 2020، ضرب انفجار مدمر مرفأ بيروت، مسفرًا عن مقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة الآلاف، وتدمير أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
التحقيقات الرسمية أظهرت أن الانفجار نتج عن اشتعال حوالي 2750 طنًا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء بطريقة غير آمنة منذ عام 2013. ورغم أن التحقيقات المحلية ركزت بدايةً على الفساد والإهمال، إلا أن تقارير عدة أشارت إلى تورط حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، في استغلال جزء من المرفأ لتخزين أسلحة ومواد متفجرة.
وقد ألمح مسؤولون غربيون إلى أن إيران ربما كانت ضالعة بشكل غير مباشر عبر دعمها لشبكات تابعة للحزب، ساهمت في وجود هذه المواد شديدة الخطورة. في المقابل، نفى حزب الله أي علاقة له بشحنة نترات الأمونيوم، وكذلك فعلت إيران، وسط مطالب دولية متزايدة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.
بعد أقل من خمس سنوات على كارثة بيروت، شهد ميناء رجائي في جنوب إيران انفجارًا في عدة حاويات، كشفت التحقيقات الأولية أن ملكيتها تعود لشركة “بناكستر”، الخاضعة للعقوبات الأميركية.
وأظهرت المعلومات أن الشركة استوردت مؤخرًا شحنة من الصين، وتعود ملكيتها إلى “سبهر إنرجي”، التي كانت حكومة ترامب قد فرضت عليها عقوبات في فبراير 2024 لدورها في تهريب وبيع النفط الإيراني.
وقد ذكر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية أن “سبهر إنرجي” كانت جزءًا من شبكة دولية مرتبطة بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عملت على تأمين مئات الملايين من الدولارات لطهران من خلال تصدير النفط بصورة غير قانونية.
تشير التقارير إلى أن شركة “بناكستر کرانه”، المملوكة لطالب زارع، وهو مسؤول سابق في محافظة هرمزكان، كانت تنشط في استيراد المواد الكيميائية، وقد احتفظت بأربع حاويات في ساحة الميناء.
وبينما لا تزال أسباب انفجار ميناء رجائي غير معروفة رسميًا، إلا أن بعض المصادر تحدثت عن احتمال انفجار خزان أمونيا، ما أعاد إلى الأذهان سيناريو انفجار المواد الكيميائية المخزنة في بيروت. كما أعلنت الجمارك بعد دقائق من الحادث أن السبب المحتمل هو سوء تخزين المواد الخطرة.
تبدو الحوادث متشابهة في مسارها: مواد كيميائية خطيرة، تخزين غامض، صلة بكيانات خاضعة للعقوبات، وارتباط محتمل بشبكات تنشط تحت مظلة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي غياب تحقيقات شفافة أو مساءلة حقيقية، تظل هذه الانفجارات علامات تحذير جديدة على المخاطر التي تفرضها شبكات تهريب المواد الخطرة، ليس فقط على البلدان التي تقع فيها الحوادث، بل على الأمن الإقليمي والدولي ككل.










