بالأسرار: حظرجماعة الإخوان في الأردن أربكت العراق ودول آخرى ! (3)
بقلم : سمير عبيد
عاشرا : رغم اتضاح المخطط الدولي لاجتثاث تنظيمات الإخوان المسلمين والحركات السنية الأخرى في منطقة الشرق الاوسط استعدادا للشرق الأوسط الجديد واستعدادا لولادة العالم الجديد .. وعلى التوازي مع مخطط اجتثاث تنظيمات الإسلام السياسي الشيعي في منطقة الشرق الأوسط ولنفس الاستعدادات.
والمشروع الاول يستهدف نفوذ دولتي قطر وتركيا لأنهما الدولتان الراعيتان لتنظيمات الإخوان المسلمين والحركات السنية الأخرى في المنطقة والعالم .
والمشروع الثاني يستهدف نفوذ إيران لانها الدولة الراعية لتنظيمات الإسلام السياسي الشيعي في الشرق الأوسط والعالم و بجميع فروعها .
من هذا المنطلق انطلقت دولة قطر وتركيا بسرعة لقطع الطريق على هذا المخطط خصوصا عندما عززا نفوذهما في سوريا اخيرا. ولكن جاءت لهما الضربة القاصمة من الأردن من خلال حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن فأربكت الأردن مخططات قطر وتركيا وتنظيم الإخوان الدولي ،وكذلك اربكت إيران التي تنسق من تحت الطاولة مع تنظيمات الإخوان المسلمين وفتح منافذ سرية وتنظيمية لها في العراق اخيرا !
حادي_عشر : وربما يسأل سائل :هل لهذه الدرجة تُشكّل جماعات وتنظيمات الإخوان المسلمين خطرا على الدول والشعوب والمنطقة ؟ الجواب : نعم . وهنا نعطي مثالا
فلو عدنا لحكم الإخوان المسلمين الذي دام عاما واحدا في مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك برئاسة محمد مرسي الذي هو عبارة عن (ماشة نار) ليس إلا، حيث وضعته دولة قطر وحيتان وديناصورات الإخوان المسلمين في مصر بالواجهة أمثال الماكر خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وعصام العريان وجماعتهم ليمارسوا بإسمه وتوقيعه صفقات خطيرة.
ومنها على سبيل المثال الاعتراف بدولة الخلافة الإسلامية في سيناء مقابل ٧ مليار دولار تعطى لنظام مرسي والإخوان وهذا ما ذكرته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها ، والتي قالت أيضا فيه “كنّا نسعى ونتحرك على دول العالم وحصلنا على 102 دولة كانت جاهزة للاعتراف بدولة الخلافة في سيناء ولكننا تفاجئنا بتحرك الجيش المصري الذي اسقط نظام محمد مرسي”.
لذا فتنظيم جماعة الإخوان المسلمين سرطان يفتك بالدول والمجتمعات الإسلامية والعربية واينما حلّوا لان غايتهم السلطة والمال والهيمنة وتبرير المحظورات وجعلها حلال زلالا !. وبالمناسبه لم تسلم حتى الدول الأوربية من جماعات الإخوان المسلمين وتنظيماتهم لانها أصرت وتصر على السلوك الانعزالي لتنظيم جماعات الإخوان المسلمين في داخل أوروبا.
فمثلا تشكل جماعة “الإخوان المسلمين” في أوروبا والعواصم الغربية المختلفة حالة انعزالية تهدد المجتمع الأوروبي الذي يعطي الأولوية للحقوق المدنية للأفراد ضمن الأعراف والقيم المواطنية الحديثة. لكن الجماعات الإسلاموية تواصل فرض الأولوية للانتماء الديني المتشدد على حساب الجوامع المشتركة والإنسانية والتي تجعل كافة البشر أمام الدولة من دون تمييز، بل لهم الحقوق والواجبات نفسها على قاعدة مساواة تامة قانونية يؤطرها الدستور وتحميها المؤسسات المختلفة.
ومن هنا، يسعى قادة التنظيمات إلى العمل بتكتيكات مختلفة لتشكيل مصائد لتعبئة وتجنيد الأفراد وربما تسفيرهم إلى مناطق التوتر والصراع الإقليمي كما حدث في سوريا والعراق، فضلاً عن تنفيذ هجمات في أوروبا وبالتالي هم ضرر وخطر اينما تواجدوا !
ثاني_عشر :-وبالعودة لصلب الموضوع فالأردن دولة فاصلة بين دول المشرق العربي ودول المغرب العربي إن صح التعبير، وهي الدول التي تحرك فيها مخطط اجتثاث جماعات وتنظيمات الإخوان المسلمين . والتحرك بنفس الاتجاه لإجتثاث التنظيمات السلامية الشيعية.
والأردن داخلها تنظيمات إسلامية قوية وبمقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الذين لديهم أحلام الهيمنة على الحكم في الأردن، ولأجل تحقيق ذلك نسجوا علاقات قوية جدا مع دولة قطر وتركيا وهما الدولتان الراعيتان لتنظيمات الإخوان المسلمين في المنطقة والعالم. ولهذا جاء الدور على المنطقة الفاصلة او الرمادية بين المشرقين المغربي والمشرقي وهي الأردن لتتم المباشرة باجتثاث الإسلام السياسي وبمقدمته جماعة الإخوان المسلمين .
وبهذا جاءت الخطوة الأردنية الشجاعة بعد خطوة أمير الكويت لإيقاف إخوان الكويت من الهيمنة السلطة في الكويت. لذا فالقيادة الكويتية وبعدها القيادة الأردنية كانتا لهما بالمرصاد اي لمخططات دولة قطر وتركيا حيث سارعت القيادة في الأردن للقبض على الخلايا التي كانت تُحضّر للفوضى في الأردن والمنطقة وبنفس الوقت قامت بحظر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة مقراتها وأرشيفها وكل شيء تابع لها .فكانت ضربة موجعة للمشروع القطري التركي المتضامن سرا مع إيران والذي تمدد ليشمل سوريا التي اصبحت في جيبي اردوغان وتميم واللذان نجحا وللأسف الشديد من الهيمنة على قرارات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني وهذا بحد ذاته عجل بالكويت والأردن لأخذ زمام المبادرة بتوجيه الضربتين القاصمتين لمشروع الإخوان المسلمين في الكويت والأردن وبذلك كانت ضربة مزدوجة لأحلام دولة قطر وتركيا في المنطقة بشكل عام وفي الأردن والكويت بشكل خاص!
ثالث_عشر:-
*أ:-لذا فمخطط دولة قطر وتركيا كان معقد ومتشابك للغاية خصوصا عندما نجح النظامين في أنقرة والدوحة من الهيمنة على قرار الحكومة العراقية بفترة محمد السوداني ومباشرة بعد ضعف الهيمنة الإيرانية التي استمرت لأكثر من عشرين عاما على النظام السياسي في العراق .فقررت كل من قطر وتركيا ملأ الفراغ الإيراني في العراق وطبعا برضا إيراني، فشرعت كل من دولة قطر وتركيا بتنفيذ مخططهما في الأردن والكويت ويكون العراق منطلقا لوجستيا غير متوقع في دعم ذلك و”بعلم او بدون علم الحكومة العراقية ورئيسها السوداني .. الله أعلم”.
*ب:-وكان الهدف الاستراتيجي لتركيا وقطر تطويق السعودية من جهة الأردن والكويت وقطر والعراق ومن ثم عزلها عن مصر ودول الخليج الأخرى وخصوصا الإمارات والبحرين . وبنفس الوقت تطويق مصر من جهة الأردن والبحر الأحمر والصومال التي وضعها ،ردوغان في جيبه اخيرا، وهنا سيضمحل الدور الإيراني وستؤخذ القضية الفلسطينية من إيران بعد نجاحها بالاستحواذ عليها بعد أحداث السابع من ـكتوبر في غزة من جهة، وسوف يُعوّم الدور المصري في القضية الفلسطينية والقضايا العربية وعزل مصر عن منطقة الخليج من جهة أخرى وبذلك تصبح القضية الفلسطينية بحوزة تركيا وقطر وتنظيم الإخوان الدولي .
*ج:-وطبعا هنا العراق” النظام في العراق” مثل الأطرش بالزفة وسط ما يتحرك عليه النظامين القطري والتركي. وكل هذا بسبب انعدام الانسجام بين الخطوط الحاكمة في العراق ، وبسبب السباق على الاستقواء بالخارج من قبل البعض على البعض الأخر في العراق، بحيث ذهب أخيرا كل من أردوغان والشيخ تميم بإجبار رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني على الجلوس والمصالحة والتحالف مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع حاليا والجولاني المصنف ارهابيا من قبل والذي فرضته قطر وتركيا رئيسا في سوريا ودون أن ينسق السوداني مع حلفائه. وهي دلاله أن السوداني بات قراره بيد أردوغان وتميم وهذه كارثة جديدة تضاف لكوارث العراق بظل احزاب الإسلام السياسي وهيمنة حلفاء إيران على السلطة !










