ترامب يطالب بمرور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناتي بنما والسويس.. وبنما ترفض
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً دوليًا بعد تصريحه يوم السبت 26 أبريل 2025، الذي دعا فيه إلى السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس. جاء ذلك في منشور على منصة “تروث سوشيال”، حيث أكّد توجيهاته لوزير الخارجية ماركو روبيو بـ”معالجة الأمر فورًا”. لكن السلطات البنمية سرعان ما نفت أي اتفاقيات بهذا الشأن، في تصعيد يُذكّر بتهديدات سابقة لترامب باستعادة السيطرة على القناة.
تفاصيل المطالب الأمريكية وردود الفعل الدولية
استند ترامب في مطالبته إلى حجة تاريخية مفادها أن “القناتين ما كانتا لِتُوجَدا لولا الولايات المتحدة”. وتشير البيانات إلى أن 40% من الحاويات الأمريكية تعبر قناة بنما سنويًا، بينما تمر 12% من التجارة العالمية عبر السويس. من جهتها، ردّت هيئة قناة بنما عبر بيان رسمي: “لم يتم إجراء أي تعديلات على رسوم العبور”، مؤكدة التزامها بالمعاهدات الدولية التي تنص على معاملة جميع السفن بشكل متساوٍة
الأبعاد الجيوسياسية للصراع
تكشف الوثائق الدبلوماسية عن خلفية هذا التصعيد، حيث اتهم ترامب بنما بـ”منح الصين نفوذًا مفرطًا” في إدارة القناة. جاء ذلك بعد استثمارات صينية بقيمة 1.5 مليار دولار في موانئ طرفي القناة. كرد فعل، أعلنت بنما مراجعة عقود الموانئ الصينية وعدم تجديد مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق، ما وصفه روبيو بـ”خطوة عظيمة نحو الأمام”
التداعيات الاقتصادية والقانونية
يُقدّر الخبراء أن الإعفاء المطلوب قد يُوفّر للحكومة الأمريكية 370 مليون دولار سنويًا، لكنه يُهدّد بإفلاس الهيئة المشغلة للقناة التي تعتمد على الرسوم في 80% من إيراداتها. من الناحية القانونية، يُناقش خبراء في جامعة هارفارد إمكانية تطبيق “مبدأ الحرية البحرية” وفق اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، رغم أن الولايات المتحدة لم تُصادق عليها.
سوابق تاريخية واستجابات دولية
يستحضر هذا النزاع ذكريات التدخل الأمريكي في بنما عام 1989، كما يُثير مخاوف من تكرار سيناريو قناة السويس عام 1956. في السياق ذاته، عبّرت مصر عن قلقها من تطبيق مطلب ترامب على السويس، حيث تُشكل الرسوم 2.3% من الناتج القومي المصري. من جهة أخرى، دعت روسيا والصين إلى “احترام السيادة الوطنية” في بيان مشترك أمام مجلس الأمن.
آفاق الأزمة وتطوراتها المحتملة
تتجه الأنظار نحو الاجتماع المقرر بين وفد أمريكي رفيع المستوى ومسؤولي بنما في 2 مايو القادم. في الوقت نفسه، يُحذّر محللون في مركز “راند” من احتمالية فرض الولايات المتحدة رسومًا انتقامية على السفن البنمية إذا لم تستجب لمطالبها. يُذكر أن ترامب لم يستبعد في تصريح سابق “استخدام القوة” لضمان المصالح الأمريكية.
تداعيات على النظام البحري الدولي
يرى خبراء في معهد بروكنغز أن هذه الأزمة قد تُعيد تعريف قواعد الملاحة العالمية، حيث تسعى الصين وروسيا إلى استغلال الموقف لدعم مقترحاتهما بإصلاح نظام الحوكمة البحرية. في المقابل، دعت المفوضية الأوروبية إلى “حل متعدد الأطراف” يحفظ حقوق جميع الأطراف.










