روسيا ترسل طائرتين متخصصتين لمكافحة الحرائق إلى ميناء بندر عباس الإيراني
في استجابة عاجلة لكارثة انفجار ميناء شهيد رجائي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال طائرتين متخصصتين لمكافحة الحرائق إلى مدينة بندر عباس الإيرانية. تتضمن المساعدة طائرة برمائية من طراز بيريف بي-200 وطائرة نقل عسكرية من طراز إليوشن إيل-76، في خطوة تبرز تعزيز التعاون الثنائي في إدارة الأزمات.
تفاصيل العملية الإنقاذية الروسية
أكدت وزارة الطوارئ الروسية أن الطائرتين تحملان فرقاً متخصصة من خبراء مكافحة الحرائق، حيث ستشارك الطائرة البرمائية بي-200 مباشرة في عمليات إخماد النيران بينما تنقل الطائرة إيل-76 المعدات والإمدادات الطارئة. يأتي هذا الدعم بعد انفجار هز ميناء شهيد رجائي السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل 28 شخصاً وإصابة أكثر من 1139 آخرين.
الخلفية التقنية للطائرات المشاركة
طائرة بيريف بي-200 البرمائية
تتميز الطائرة الروسية بقدرات فريدة في مكافحة حرائق المنشآت البحرية، حيث يمكنها سحب 12 طناً من المياه خلال 12 ثانية فقط من أي مصدر مائي.صممت الطائرة التي دخلت الخدمة عام 2003 خصيصاً للتعامل مع الحرائق الكبرى، وتمتلك قدرة على الإقلاع من مسافة 700 متر فقط من سطح الماء.
طائرة إليوشن إيل-76 النقلية
ستعمل طائرة النقل الثقيل على إيصال المعدات المتخصصة بما في ذلك أنظمة التبريد المحمولة ووحدات العزل الحراري، إلى جانب فرق الدعم اللوجستي الروسية. تمتلك هذه الطائرة سعة شحن تصل إلى 50 طناً، مما يمكنها من نقل كميات كبيرة من المواد الإغاثية في رحلة واحدة.
سياق الكارثة وتداعياتها
اندلع الحريق الهائل بعد انفجار مواد كيميائية مخزنة بشكل غير آمن في حاويات الميناء، حيث أشارت تقارير محلية إلى أن الحاويات احتوت على مادتي القار والبارافين القابلتين للاشتعال. أدت الرياح العاتية إلى انتشار النيران بسرعة، مما أجبر السلطات على إخلاء مناطق سكنية مجاورة وإغلاق المدارس لمدة 48 ساعة.
“الوضع تحت السيطرة بشكل جزئي، لكننا نواجه تحدي انتشار الغازات السامة” – فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية.
الأبعاد الجيوسياسية للتعاون الروسي الإيراني
يأتي هذا الدعم في إطار اتفاقية التعاون الطارئ الموقعة بين البلدين عام 2023، والتي تنص على تبادل المساعدات الفنية في الكوارث البيئية. يُلاحظ أن هذه هي المرة الثالثة التي تقدم فيها موسكو دعماً جوياً مماثلاً لإيران خلال العام الجاري، حيث سبق أن شاركت الطائرة بي-200 في إخماد حرائق غابات شمال طهران في فبراير الماضي
التحديات الفنية المواجهة
تواجه الفرق الروسية الإيرانية المشتركة أربع تحديات رئيسية:
- انتشار المواد الكيميائية المحترقة في مياه الخليج
- استمرار تسرب الغازات السامة من الحاويات المتضررة
- صعوبة الوصول إلى بؤر الحريق تحت الأنقاض
- ارتفاع درجات الحرارة المحيطة إلى 45 درجة مئوية
أفاد مراسل RT العربي من الموقع أن فرق الإطفاء تستخدم تقنية التبريد بالنيتروجين السائل للسيطرة على النيران الكيميائية، بينما تعمل وحدات الهندسة العسكرية على عزل المنطقة المنكوبة










