في ظل اضطرابات الأسواق العالمية وتزايد المخاوف الاقتصادية، شهدت أسعار الذهب اليوم، الإثنين 28 أبريل 2025، قفزات ملحوظة لتواصل تسجيل مستويات قياسية جديدة، مما جعل المعدن الأصفر محط أنظار المستثمرين والأفراد الباحثين عن ملاذ آمن يحمي مدخراتهم.
أسعار الذهب تحلق عاليًا في مصر والعالم
في السوق المصرية، استمرت الأسعار في الارتفاع وسط متابعة حثيثة من التجار والمستثمرين. وجاءت الأسعار التقريبية للشراء كما يلي:
جرام عيار 24: 5455 جنيهًا.
جرام عيار 22: 5000 جنيهًا.
جرام عيار 21: 4773 جنيهًا.
جرام عيار 18: 4091 جنيهًا.
جرام عيار 14: 3182 جنيهًا.
الجنيه الذهب: 38184 جنيهًا.
ويُشار إلى أن هناك خصومات تتراوح بين 1% إلى 2% عند البيع للمحلات التجارية، بحسب ما أفادت مصادر سوقية مطلعة.
على الصعيد العالمي، يتم تداول سعر الأونصة الذهبية (XAU/USD) حاليًا حول 3,286 دولارًا، بعد أن سجلت الأسعار خلال اليوم حركة واسعة تراوحت بين أدنى مستوى عند 3,268.02 دولارًا وأعلى مستوى عند 3,332.48 دولارًا، في ظل ضغوط متزايدة بفعل التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية.
لماذا ترتفع أسعار الذهب بهذه القوة؟
يشير المحللون إلى مجموعة من العوامل التي تدفع الذهب نحو هذه القفزات التاريخية:
1. التوترات الجيوسياسية
تصاعد النزاعات الإقليمية، خاصة في مناطق مثل شرق آسيا وأوروبا الشرقية، أجج الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر. ومع تصاعد حدة التوترات، يندفع المستثمرون نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.
2. السياسات النقدية غير المستقرة
مع تزايد توقعات الأسواق بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، تعززت جاذبية الذهب كبديل استثماري يوفر حماية من تقلبات العملات وانخفاض العوائد على الأصول التقليدية.
3. الطلب المتزايد من البنوك المركزية
ارتفعت مشتريات الذهب من قبل البنوك المركزية، خاصة في دول مثل الصين والهند وروسيا، حيث تسعى هذه الاقتصادات إلى تعزيز احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
4. الأزمات الاقتصادية
التباطؤ الاقتصادي في الصين وأزمات سلاسل التوريد العالمية، إلى جانب المخاوف من ركود اقتصادي واسع، ساهمت بدورها في دفع المستثمرين نحو الذهب كأحد أكثر الملاذات أمانًا واستقرارًا.
مستقبل الذهب: إلى أين يتجه السعر؟
على المدى القصير:
يتوقع المحللون أن تستمر أسعار الذهب في تسجيل تقلبات حادة، مع ميل واضح نحو الاتجاه الصاعد. وتشير بعض التقارير إلى أن أي تراجعات قد تكون مجرد تصحيحات طبيعية ضمن المسار الصعودي الطويل.
على المدى الطويل:
هناك تفاؤل متزايد بإمكانية وصول سعر الأونصة إلى 5000 دولار بحلول عام 2027 أو ربما قبل ذلك، مدفوعًا بالضغوط الاقتصادية والسياسية الحالية. ويعتبر كثير من الخبراء أن الأسعار الحالية تمثل فرصة ذهبية للمستثمرين الراغبين في اقتناص المعدن النفيس للاحتفاظ به كأصل طويل الأجل.
وفي هذا السياق، أوضح تقرير صادر عن بنك “جولدمان ساكس” أن الأسعار تخطت بالفعل توقعاتهم السابقة بوصول الذهب إلى 2700 دولار خلال أوائل 2025، مما يعكس قوة الزخم الإيجابي في السوق.
الذهب: مرآة الاقتصاد العالمي
لا شك أن أسعار الذهب تظل مرآة دقيقة لحالة الاقتصاد العالمي. ففي كل مرة تشتد فيها الأزمات أو تلوح في الأفق بوادر اضطرابات كبرى، تتجه الأنظار فورًا إلى الذهب، الذي لطالما أثبت عبر العصور أنه الملاذ الآمن الأول بلا منازع.
ومع استمرار التحديات الاقتصادية، من ارتفاع مستويات الدين العالمي إلى تصاعد الحروب التجارية والجيوسياسية، يبدو أن رحلة الذهب نحو مستويات أعلى لم تنته بعد. المستثمرون والمحللون ينصحون بمتابعة تحركات السوق عن كثب واغتنام الفرص المناسبة، مع الحذر من التقلبات الحادة التي قد ترافق هذا الصعود.











