تعرضت إسبانيا اليوم لانقطاع واسع للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من الساعة 12:30 ظهرًا، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية في مختلف المدن والمناطق. وقد أُبلغ أيضًا عن انقطاع الكهرباء في أجزاء من البرتغال المجاورة، حيث كانت الأضرار كبيرة في كلا البلدين.
تفاصيل انقطاع التيار الكهربائي:
وفقًا للبيانات التي تم نشرها من قبل شركة Red Eléctrica Española (REE)، انخفض استهلاك الكهرباء بشكل مفاجئ إلى حوالي 25,184 ميجاوات عند الساعة 12:30 ظهرًا، مما أدى إلى انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي. وقد تزايدت التقارير عن انقطاع الكهرباء في العديد من المناطق الإسبانية، وتوسعت لتشمل أيضًا البرتغال وعدد من البلدان الأوروبية الأخرى.
المناطق المتأثرة:
شهدت العديد من المدن الكبرى في إسبانيا انقطاعًا في التيار الكهربائي، بما في ذلك مدريد، برشلونة، ملقة، إكستريمادورا، وجاليسيا، حيث تأثرت شبكات النقل، بما في ذلك مترو الأنفاق في مدريد وبرشلونة. كما توقفت القطارات عن الحركة تمامًا، حيث أُغلقت محطات رينفي، التي كانت تقدم معلومات عن توقف القطارات من وإلى كافة المحطات.
في مدريد، اضطر الركاب في المترو إلى مغادرة العربات سيرًا على الأقدام بسبب توقف خدمات النقل، وهو ما تكرر أيضًا في برشلونة. كما تأثرت إشارات المرور في عدة مدن كبيرة، مما دفع موظفي المرور إلى تنظيم الحركة يدويا.
تأثيرات على المنشآت الحيوية:
حتى في المستشفيات، تم اللجوء إلى تشغيل مولدات كهربائية احتياطية لضمان استمرارية العمل في غرف العمليات وأماكن العناية المركزة، حيث أدى انقطاع الكهرباء إلى تعطيل الخدمات العامة الأساسية.
كما تأثرت شبكات الاتصال، مما أدى إلى صعوبة في التواصل في العديد من المناطق، وأُغلقت مراكز التسوق بشكل مؤقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
أسباب الانقطاع:
فيما يخص أسباب الحادث، لم تصدر أي توضيحات رسمية من الحكومة الإسبانية أو شركة Red Eléctrica Española حول السبب المباشر لهذا الانقطاع، وما إذا كان يتعلق بمشاكل تقنية أو أعطال في البنية التحتية. حتى الآن، تقوم السلطات بإجراء تحقيقات بالتعاون مع فرق فنية من عدة وزارات لتحديد مصدر العطل وتقييم الأضرار.
ردود الفعل الحكومية:
قام رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بزيارة مركز التحكم في شركة Red Eléctrica للتعرف على الوضع بشكل مباشر. كما رافقته سارة أجيسين، وزيرة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي، لمتابعة تطورات الوضع عن كثب. في بيانه، أكد سانشيز أن الحكومة تعمل على تحديد مصدر الانقطاع، مشيرًا إلى أنه سيتم تخصيص كافة الموارد لمعالجة المشكلة في أسرع وقت ممكن.
وقال رئيس الوزراء في تصريحات له: “نحن ملتزمون بتقديم كافة المعلومات المتوفرة حالما نتلقى بيانات دقيقة حول ما حدث. نعمل جاهدين لضمان استقرار الإمدادات الكهربائية في أقرب وقت ممكن.”
بدأت الكهرباء بالتعافي
بينما بدأت الكهرباء بالتعافي تدريجيًا في مناطق الشمال والجنوب، وفقًا للبيانات الصادرة عن شركة REE، فإن السلطات الإسبانية ما تزال تواصل العمل على استعادة الإمدادات الكهربائية بشكل كامل في باقي المناطق المتضررة. وقد تم تفعيل خطط استعادة إمدادات الكهرباء بالتعاون مع الشركات العاملة في القطاع.
الانقطاع الكهربائي الذي شهدته إسبانيا والبرتغال يشير إلى مشكلة فنية أو هيكلية قد تتطلب إعادة تقييم شاملة للبنية التحتية للكهرباء في المنطقة. التنسيق بين السلطات الإسبانية وشركات الكهرباء أصبح أمرًا بالغ الأهمية لإعادة الثقة في الشبكات الكهربائية.










