تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أزمة حادة في قطاع السياحة، مع تسجيل انخفاض غير مسبوق في أعداد الزائرين الدوليين، مما ينذر بخسائر اقتصادية فادحة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات خلال عام 2025. وتؤكد تقارير اقتصادية حديثة أن هذا التراجع الحاد يعكس فقدان أمريكا لجاذبيتها السياحية نتيجة سياسات داخلية وخارجية مثيرة للجدل.
الأسباب الرئيسية لانهيار السياحة الأمريكية
سياسات ترامب العدائية:
أدى الخطاب السياسي المتشدد والسياسات التجارية الحمائية التي تبناها الرئيس دونالد ترامب إلى تنفير العديد من الزوار الأجانب. هذه البيئة السياسية المشحونة أضعفت من صورة الولايات المتحدة كوجهة آمنة ومرحب بها عالميًا.
تشديد القيود الحدودية:
التعديلات الدبلوماسية والقيود الإدارية على منح التأشيرات، بالإضافة إلى تشديد إجراءات الدخول، أرسلت إشارات سلبية إلى الأسواق السياحية التقليدية، مما دفع المسافرين إلى اختيار وجهات أخرى أقل تعقيدًا وأكثر ترحيبًا.
تصاعد تصورات العداء:
رغم التصريحات الرسمية بأن الولايات المتحدة ما زالت “منفتحة على العالم”، فإن تصاعد البيروقراطية وتعقيد إجراءات السفر زاد من الإحساس بعدم الود تجاه السياح، مفاقمًا من عزوفهم عن زيارة البلاد.
التداعيات الاقتصادية
نزيف مالي كارثي:
تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة مهددة بخسائر تصل إلى 18 مليار دولار في عائدات السياحة بنهاية العام الجاري. كما توقع بنك “جولدمان ساكس” أن تتجاوز الخسائر الإجمالية 90 مليار دولار، نتيجة انخفاض عدد الزوار الدوليين وتزايد الدعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية.
انهيار الشركات السياحية:
سجلت الشركات العاملة في قطاع السياحة والفنادق والطيران تراجعًا كبيرًا في قيمتها السوقية، مع تخفيض تصنيفاتها المالية إلى مستويات “أداء ضعيف”، في ظل انسحاب جماعي للسياح الأوروبيين الذين اعتبروا الولايات المتحدة “أرضًا مجهولة وغير مضيافة”.
تحليل نقدي للوضع الراهن
أخطاء سياسية قاتلة:
يُظهر الواقع أن القرارات الحكومية المتسرعة والمواقف العدائية أسهمت بصورة مباشرة في تآكل الثقة الدولية، مما أدى إلى ضرب أحد أكثر القطاعات الاقتصادية حيوية.
مفترق طرق مصيري:
قطاع السياحة الأمريكي يقف اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التحرك العاجل لاستعادة الثقة الدولية، أو الانحدار نحو أزمة طويلة الأمد قد تُفقد الولايات المتحدة دورها التقليدي كأبرز وجهة سياحية في العالم.
توصيات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
إعادة بناء العلاقات التجارية:
ضرورة تخفيف السياسات التجارية العدوانية وإعادة صياغة الخطاب الدبلوماسي ليعكس انفتاحًا حقيقيًا على العالم.
تسهيل إجراءات التأشيرات:
تبني نظام تأشيرات أكثر سلاسة وشفافية من أجل تشجيع الزوار المحتملين على العودة.
تلميع الصورة العالمية:
إطلاق حملات دولية واسعة النطاق لإعادة بناء صورة الولايات المتحدة كدولة مرحبة وشاملة ومحببة للزوار.











