في تحذير جديد ينذر بخطر داهم يهدد مستقبل جنوب السودان، حذر الجنرال أوياي دينق أجاك، القيادي البارز في المعارضة بجنوب السودان، من أن البلاد على حافة الانهيار بسبب تفاقم الأزمة السياسية وتصاعد التوترات القبلية. وأكد أن الوضع الحالي في جنوب السودان قد يؤدي إلى انهيار الدولة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
تصاعد الأزمة السياسية
تتصاعد حدة الصراع السياسي في جنوب السودان بشكل متسارع، حيث تتنافس الأطراف السياسية الرئيسة في الحكومة والمعارضة على السلطة والنفوذ.
الجنرال أوياي حمل حكومة الرئيس سلفاكير مسؤولية تفاقم هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن الحكومة قد فشلت في إيجاد حلول فعّالة للأزمة، بل ساهمت في تصعيد النزاعات القبلية عبر تسليح المدنيين.
وفي البيان، أشار أوياي إلى أن تصرفات الحكومة قد أضعفت من مصداقيتها أمام المجتمع الدولي، وأنها فقدت القدرة على معالجة القضايا الداخلية بفعالية. وأضاف أن المجتمع الدولي بدأ يفقد الثقة في قدرة الحكومة على بناء سلام مستدام في البلاد.
انتشار السلاح والميليشيات القبلية
أحد أبرز القضايا التي حذر منها أوياي هو الانتشار الواسع للأسلحة بين المدنيين والميليشيات القبلية، وهو ما يهدد بنسف أسس الدولة الهشة في جنوب السودان.
وحذر من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى مزيد من العنف وانعدام الاستقرار، مشيرًا إلى أن الحكومة فشلت في السيطرة على هذه الظاهرة التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا على وحدة البلاد.
وقال: “انتشار السلاح بين المدنيين ليس مجرد تهديد للأمن فحسب، بل هو أيضاً تهديد لأسس الدولة، حيث تصبح القبائل متناحرة مع بعضها البعض بدلاً من أن تعمل معًا من أجل مستقبل مشترك.” وأضاف: “نحن في حاجة إلى وحدة وطنية لتجنب الدخول في صراع أعمق قد يكون لا رجعة فيه.”
السودان فرار جماعي من جنوب كردفان بعد هجوم الحركة الشعبية
السودان يتخذ تدابير عاجلة إثر تصاعد الصراع في جنوب السودان
مصادر: اعتقال نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار
دعوة إلى القيادة الوطنية الشاملة
في خطوة تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد، دعا الجنرال أوياي إلى تشكيل قيادة وطنية شاملة تضم كافة الأطراف السياسية والمجتمعية. ووفقًا له، فإن تأسيس مثل هذه القيادة سيكون السبيل الوحيد لحماية البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية أخرى، ولضمان سلام دائم يكون مبنيًا على احترام جميع الأطراف.
وقال أوياي: “لا يمكن لأي طرف بمفرده أن يحقق السلام في جنوب السودان. يجب أن نتوحد جميعًا من أجل حماية مستقبل وطننا. الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للنجاة من هذه الأزمة.”
التوترات بين كير ومشار
يأتي تحذير أوياي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد البلاد تصاعدًا في التوترات بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية في مارس الماضي. هذه التطورات تأتي وسط اتهامات متبادلة بين أنصار كير ومشار بشأن تورط مشار في أحداث العنف الأخيرة التي اندلعت في منطقة ناصر.
ويشكل الخلاف بين كير ومشار تهديدًا كبيرًا لاستقرار البلاد، حيث يعكس صراعًا سياسيًا عميقًا بين الفصيلين الرئيسيين في الحكومة. ووفقًا لعدة مصادر، فإن هذه التوترات تزيد من تعقيد الوضع في البلاد وتؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني










